في وقت تسعى فيه الشركات لتقديم المزيد من الأمان لمستخدمي تطبيقاتها، يواصل بعض مستخدمي واتساب اللجوء إلى نسخ غير رسمية من التطبيق مثل "واتساب الذهبي" و"واتساب بلس"، آملاً في الحصول على مزايا إضافية غير متوفرة في النسخة الرسمية. ومع ذلك، قد يتسبب استخدام هذه النسخ في مخاطر جسيمة على مستوى الأمان وحماية البيانات.
تعتبر النسخة الأكثر شهرة بين المستخدمين هي "واتساب الذهبي"، وهي نسخة معدلة تُتيح تخصيص واجهة المستخدم بشكل كامل. يمكن للمستخدم تعديل الألوان والخطوط وتخصيص واجهة المحادثات بما يتناسب مع ذوقه الشخصي. إضافة إلى ذلك، تقدم النسخة المعدلة مزايا مثل إخفاء حالة Last Seen وOnline، بالإضافة إلى إمكانية مشاهدة الحالات دون إبلاغ المستخدمين بذلك. كما يمكن تشغيل حسابين في نفس الجهاز، ما يجعل هذه النسخة جذابة لكثير من المستخدمين.
ولكن، في حين قد تبدو هذه المزايا مغرية، إلا أن النسخة الرسمية من واتساب تتفوق من نواحٍ عديدة. على سبيل المثال، يتيح الإصدار الرسمي للمستخدمين إرسال ملفات بحجم يصل إلى 2 جيجابايت، وهي ميزة تتفوق على النسخة المعدلة التي لا تدعم إرسال ملفات أكبر من 700 ميجابايت. كما يُسمح في النسخة الرسمية بإرسال ما يصل إلى 100 صورة في المرة الواحدة، مقارنة بـ 90 صورة فقط في النسخة المعدلة. وتتيح النسخة الرسمية أيضًا خاصية Chat Lock لحماية المحادثات الحساسة من الوصول غير المصرح به.
على صعيد الأمان، توفر النسخة الرسمية من واتساب حماية عالية للخصوصية، بما في ذلك إمكانية إخفاء حالة Last Seen ومشاهدة الحالات دون إشعار. كما أضافت واتساب ميزة توثيق الجهاز Device Verification التي تتيح للمستخدمين حماية حساباتهم حتى في حال تعرض الهاتف للاختراق. هذه الميزة توفر ثلاث طبقات من الحماية لمنع الوصول غير المصرح به إلى البيانات، بما في ذلك الرمز الأمني المتغير الذي يتم تخزينه على الهاتف.
لكن على عكس النسخة الرسمية، لا تخضع النسخ المعدلة مثل "واتساب الذهبي" لإشراف واتساب أو أي جهة رسمية، مما يعرض المستخدمين لمخاطر أمان خطيرة. فقد حذرت شركة كاسبرسكي للأمن السيبراني في أغسطس 2023 من انتشار واسع لهذه النسخ المعدلة التي قد تحتوي على برمجيات خبيثة تسمح باختراق الأجهزة والتجسس على المستخدمين. وأشارت إلى أن هذه النسخ تم تحميلها أكثر من 340,000 مرة حتى أكتوبر 2023، مما يعكس تزايد انتشارها في بعض الدول مثل مصر والسعودية واليمن وتركيا.
ويجدر بالذكر أن استخدام النسخ المعدلة قد يعرض المستخدمين لمخاطر أخرى مثل حظر الحسابات. إذ يعتبر استخدام هذه النسخ انتهاكًا لشروط الخدمة الخاصة بواتساب، مما قد يؤدي إلى منع المستخدم من الوصول إلى حسابه.
من جانب آخر، أكد المدير التنفيذي لواتساب ويل كاثكارت في تصريحات سابقة أن النسخ المعدلة قد تحتوي على برمجيات خبيثة تهدف إلى سرقة البيانات، وأن واتساب تتعاون مع جوجل للتأكد من قدرة نظام أندرويد على اكتشاف هذه النسخ وحذفها من الأجهزة.
ختامًا، يظل الإصدار الرسمي من واتساب هو الخيار الأكثر أمانًا للمستخدمين. إذ يوفر حماية متقدمة للبيانات والخصوصية، ويجنبهم مخاطر استخدام النسخ المعدلة التي قد تؤدي إلى اختراق الحسابات وحظرها.
إرسال تعليق