كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة بيتسبرغ أن القراء يواجهون صعوبة في التمييز بين القصائد التي ينظمها الذكاء الاصطناعي وتلك التي يكتبها البشر. وأظهرت الدراسة أن القصائد التي يولدها الذكاء الاصطناعي تحظى بتقييمات عالية تفوق حتى بعض أعمال الشعراء المشهورين مثل ويليام شكسبير، بشرط عدم الكشف عن هوية الكاتب.
في اختبار شارك فيه أكثر من ستة عشر ألف قارئ، تبين أن نسبة الأشخاص الذين استطاعوا التعرف على القصائد التي كتبها الذكاء الاصطناعي مقابل القصائد البشرية لم تتجاوز 47 في المئة، وهي نسبة أقل مما يُتوقع لو كان التقييم عشوائيًا. وأبرزت النتائج ميل المشاركين للاعتقاد بأن القصائد التي أنشأها الذكاء الاصطناعي هي من كتابة البشر، وهو ما يعكس صعوبة التمييز بينها وبين القصائد الحقيقية.
استخدم فريق البحث نموذج ChatGPT 3.5 لإنشاء خمس قصائد تحاكي أسلوب عشرة شعراء إنجليز بارزين، منهم والت ويتمان وإميلي ديكنسون. وطُلب من المشاركين تقييم هذه القصائد إلى جانب القصائد الأصلية لهؤلاء الشعراء، ووجدوا أن القصائد التي نظمها الذكاء الاصطناعي حصلت على إشادة كبيرة من حيث الإيقاع والجماليات، مما صعّب على المشاركين التعرف عليها.
وأشار الباحثون إلى أن القصائد التي ينتجها الذكاء الاصطناعي تميل إلى استخدام لغة بسيطة وسهلة الفهم، مما يجعلها أكثر جاذبية للقراء العاديين وغير المتخصصين في الشعر. كما أظهرت الدراسة أن نموذج الذكاء الاصطناعي يعتمد على تقليد أساليب الشعراء البشريين بدلًا من ابتكار قصائد أصلية، مما يساهم في تقديم أعمال تحمل بصمة شعرية مألوفة للقراء.
ورغم أن الدراسة اعتمدت على نموذج ChatGPT 3.5، وهو ليس الأحدث، إلا أن الباحثين يرون أن التطور المستمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تحسين مستوى القصائد المنتجة في المستقبل، مما قد يصعّب تمييزها عن القصائد البشرية بشكل أكبر.
كما أشار الباحثون إلى أن القراء غير المتخصصين في الأدب هم الأكثر عرضة للوقوع في هذا الالتباس، حيث تُعجبهم اللغة البسيطة والمباشرة التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، قد يتمكن الخبراء في الأدب والشعر من اكتشاف الفروقات بشكل أسهل، نظراً لقدرتهم على التمييز بين العناصر الفنية في الشعر والتي قد تغيب عن النماذج الذكية الحالية.
إرسال تعليق