في حدث ضخم بمؤتمر Google Cloud Next، كشفت جوجل النقاب عن معالجها الجديد "آيرونوود" الذي يعد قفزة غير مسبوقة في عالم الحوسبة الفائقة. هذا المعالج الذي يندرج ضمن الجيل السابع من عائلة TPU، صمم خصيصاً لدفع حدود الذكاء الاصطناعي إلى آفاق جديدة.
ما يجعل آيرونوود استثنائياً هو قدرته الهائلة على معالجة نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تعقيداً. المعالج الجديد يتفوق بأدائه على أقوى حاسوب فائق في العالم حالياً بـ24 ضعفاً، حيث يصل أداؤه إلى 42.5 إكزافلوب، أي ما يعادل مليون تريليون عملية حسابية في الثانية.
جوجل وفرت المعالج بتكوينين مختلفين ليلبي احتياجات الشركات المتنوعة. التكوين الأصغر يضم 256 شريحة، بينما يصل التكوين الأكبر إلى 9216 شريحة، كل منها قادر على معالجة 4614 تيرافلوب من العمليات الحسابية.
التصميم الهندسي لآيرونوود يمثل تحفة تكنولوجية حقيقية. المعالج يعتمد على تقنية تبريد سائل متطورة وشبكة ربط داخلي فائقة السرعة تتيح اتصالاً فائق الكفاءة بين الشرائح. كما زودت جوجل المعالج بوحدة Sparse Core المتخصصة في معالجة قواعد البيانات الضخمة، مما يرفع كفاءته إلى مستويات غير مسبوقة.
في مجال الذاكرة، حقق آيرونوود قفزة كبيرة بزيادة سعة الذاكرة إلى 192 جيجابايت لكل شريحة، أي ستة أضعاف الجيل السابق. كما زاد عرض النطاق الترددي للذاكرة إلى 7.2 تيرابايت في الثانية، مع تحسين سرعة الربط بين الشرائح إلى 1.2 تيرابت في الثانية.
كفاءة الطاقة تمثل أحد أهم مميزات هذا المعالج الثوري. آيرونوود يقدم ضعف الأداء لكل واط مقارنة بالجيل السابق، ويستهلك طاقة أقل بـ30 مرة من أول معالج TPU أصدرته جوجل قبل ست سنوات.
جوجل تستخدم بالفعل هذه المعالجات لتشغيل نماذجها الأكثر تطوراً مثل Gemini 2.5 وAlphaFold الحائز على جائزة نوبل. ومن المتوقع أن يصبح المعالج متاحاً للشركات قبل نهاية العام الجاري، ليفتح عصراً جديداً من الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي.
إرسال تعليق