كشف تقرير حديث النقاب عن أزمة عميقة تعانيها آبل في تطوير مساعدها الصوتي "سيري"، حيث تعيق الاضطرابات الإدارية والخلافات الداخلية تقدم المشروع. التقرير الذي نشرته "ذا إنفورميشن" يرسم صورة قاتمة لبيئة العمل داخل قسم الذكاء الاصطناعي بالشركة، مع تباين في الرؤى وغياب للتوجه الاستراتيجي الواضح.
عانى فريق تطوير "سيري" من تقلبات متكررة في الاستراتيجية التقنية، حيث تذبذب القسم بين تطوير نموذجين لغويين مختلفين الحجم، قبل أن يستقر بشكل مفاجئ على خيار ثالث. هذه التغيرات المستمرة أدت إلى إحباط العديد من المهندسين الموهوبين، دافعة بعضهم إلى مغادرة الشركة بحثاً عن بيئة عمل أكثر استقراراً.
تفاقمت الأزمة بسبب الثقافة التنظيمية التي وصفها موظفون سابقون بـ"المسترخية"، مع وجود فجوات كبيرة في نظام الحوافز والمكافآت. وأشار التقرير إلى أن بعض فرق الذكاء الاصطناعي تتمتع بامتيازات غير مبررة مقارنة بغيرها من الأقسام، مما خلق توترات داخلية إضافية.
على المستوى القيادي، اختلفت الرؤى بشكل لافت بين جون جياناندريا رئيس قسم الذكاء الاصطناعي وروب ووكر مدير "سيري". بينما ركز الأول على تحسين التدريب وجمع البيانات، اهتم الثاني بإنجازات صغيرة مثل تقليل زمن الاستجابة. ومن المفارقات أن مشروع إزالة كلمة "Hey" من الأمر الصوتي استغرق أكثر من عامين لتنفيذه، بينما تم رفض مبادرات أكثر طموحاً مثل إضافة حساسية عاطفية للمساعد الصوتي.
التقرير كشف أيضاً عن مفاجأة مثيرة للقلق، حيث تبين أن بعض الميزات التي عرضتها آبل في مؤتمر المطورين الأخير لم تكن جاهزة للتشغيل الفعلي، بل كانت مجرد نماذج توضيحية. هذا النهج يختلف عن السياسة التقليدية للشركة التي تشتهر بعرض منتجات مكتملة وقابلة للاختبار.
رغم هذه التحديات، لا تزال آبل تأمل في إعادة "سيري" إلى المسار الصحيح تحت قيادة جديدة. مع التوجه نحو استخدام نماذج مفتوحة المصدر والاستعانة بتقنيات خارجية، قد تشهد الفترة المقبلة تحولاً جذرياً في استراتيجية الشركة تجاه الذكاء الاصطناعي، خاصة مع التوقعات بإطلاق نسخة محسنة من "سيري" قبل نهاية 2025.
إرسال تعليق