كشفت دراسة حديثة أجرتها الجمعية الأمريكية للرياضيات الصناعية والتطبيقية عن نتائج مدهشة حول تأثير الذكاء الاصطناعي في تعليم الرياضيات. وفقًا للاستطلاع الذي شمل 1500 طالب، فإن 56% منهم يرون أن أدوات الذكاء الاصطناعي ساعدتهم في التغلب على القلق والتوتر المرتبط بمادة الرياضيات.
أبرز ما توصلت إليه الدراسة أن 61% من الطلاب يعتمدون على الذكاء الاصطناعي للحصول على مساعدة فورية في حل المسائل الرياضية، معتبرين أنه يوفر بيئة تعليمية آمنة خالية من الأحكام المسبقة. هذا الأمر يلقي الضوء على مشكلة الخوف من طرح الأسئلة أمام الزملاء التي يعاني منها كثير من الطلاب.
لكن وجهات نظر المعلمين جاءت أكثر تحفظًا، حيث رأى 19% فقط من أصل 250 معلمًا أن الذكاء الاصطناعي يقلل من توتر الطلاب. بينما أكد 49% من المعلمين أن هذه الأدوات يمكن أن تكون مفيدة في شرح المفاهيم الرياضية، وليس فقط في تقديم الحلول الجاهزة.
علقت كارين بليس، مديرة التعليم في الجمعية، قائلة: "تفاجأنا بتنوع استخدامات الذكاء الاصطناعي بين الطلاب، فالبعض يستخدمه للتحقق من الإجابات، وآخرون لفهم المفاهيم الجديدة". وأضافت أن هذه الأدوات رغم عدم كمالها إلا أنها تتطور بسرعة ويمكن أن تكون معاونًا تعليميًا قويًا إذا استخدمت بحكمة.
أظهر الاستطلاع تناقضًا واضحًا بين آراء الطلاب والمعلمين، حيث أفاد 62% من المعلمين أنهم لا يشجعون استخدام الذكاء الاصطناعي في دراسة الرياضيات. هذا التباين يفتح الباب أمام حوار تربوي حول كيفية دمج هذه التقنيات في العملية التعليمية بشكل فعال.
من جهتها، دعت منظمتا Technovation وGirlstart المتخصصتان في تعليم مهارات STEM إلى ضرورة تبني الذكاء الاصطناعي في البرامج التعليمية. وأكدت شين وودز من Girlstart أن مؤسستها بدأت بالفعل في دمج هذه التقنيات منذ فترة في برامجها الموجهة للفتيات.
أشارت تارا تشكلوفسكي من Technovation إلى أن "الذكاء الاصطناعي يعزز ثقة الطلاب بأنفسهم من خلال منحهم إحساسًا بالسيطرة على عملية التعلم". لكنها لفتت إلى وجود مقاومة من بعض المدارس لهذه التقنيات، حيث بدأت بعض المؤسسات التعليمية في حظر بعض أدوات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
تأتي هذه الدراسة في وقت يشهد نقاشًا واسعًا حول دور الذكاء الاصطناعي في التعليم، بين مؤيد يراه أداة تعليمية ثورية، ومعارض يخشى من تأثيره على المهارات الأساسية للطلاب. ما يبدو واضحًا أن هذه التقنيات أصبحت واقعًا يجب على الأنظمة التعليمية التعامل معه بحكمة وتوازن.
إرسال تعليق