آخر الأخبار

ترامب وتيك توك.. معركة اقتصادية تهدد مصير أشهر تطبيق في العالم


 في مفاجأة غير متوقعة، تعثرت صفقة إنقاذ تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة بسبب تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين. هذه التطورات تأتي بعد أشهر من المفاوضات المكثفة التي كادت أن تصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد أعلن سابقاً عن تمديد المهلة الممنوحة لتيك توك لمدة 75 يوماً إضافية، مؤكداً على تقدم المفاوضات بشكل إيجابي. لكن الأحداث الأخيرة قلبت الطاولة على كل التوقعات، عندما فرضت إدارة ترامب ضرائب جديدة على الواردات الصينية، مما دفع بكين إلى وقف جميع المناقشات المتعلقة بمستقبل التطبيق.

مصادر مقربة من المفاوضات كشفت أن الاتفاق الأولي كان يتضمن خطة طموحة لتقسيم ملكية التطبيق بين مستثمرين أمريكيين كبار مثل أوراكل والحكومة الصينية. كانت الخطة تقضي بامتلاك الجانب الأمريكي 50% من الأسهم، بينما تحتفظ الصين بحصة أقل من 20%.

لكن كل هذه الترتيبات انهارت فجأة عندما قررت الصين ربط مصير تيك توك بملف الضرائب الأوسع. قرار جاء كرد فعل على الإجراءات الأمريكية التي رفعت الرسوم الجمركية على البضائع الصينية إلى 145%، في حين ردت الصين برفع ضرائبها على المنتجات الأمريكية إلى 125%.

خبراء العلاقات الدولية يرون في هذه الأزمة نموذجاً صارخاً للصراع الجيوسياسي في العصر الرقمي. البروفيسور أنوبام تشاندر من جامعة جورج تاون وصف الوضع بأنه "مثل فأر عالق بين عملاقين يتصارعان"، في إشارة إلى موقف تيك توك الصعب بين القوتين العظميين.

السيناتور مارك وارنر عبر عن قلقه من تحول التطبيق إلى ورقة مساومة في الحرب التجارية، مؤكداً أن الاعتبارات الأمنية يجب أن تظل الأولوية في التعامل مع المنصة التي يتابعها ملايين الأمريكيين.

في غضون ذلك، يحاول ترامب التخفيف من حدة التوتر، حيث أعلن عن استعداده لتقديم تنازلات لإنقاذ الصفقة. لكن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة، مع اقتراب نهاية المهلة الجديدة البالغة 75 يوماً التي منحها الرئيس الأمريكي.

هذه الأزمة تضع مستخدمي تيك توك البالغ عددهم 150 مليوناً في الولايات المتحدة في حالة من عدم اليقين، بينما تتابع الشركات التقنية الكبرى التطورات بقلق، خشية أن تصبح هي الأخرى ضحية للحرب التجارية المتصاعدة.

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.