في اليوم العالمي للملكية الفكرية، تطفو على السطح تحذيرات عاجلة من تداعيات الذكاء الاصطناعي على صناعة الموسيقى. تقنيات محاكاة الأصوات المتقدمة أصبحت تهدد ليس فقط حقوق الفنانين الأحياء، بل تمتد لتشويه تراث الراحلين من عمالقة الطرب.
القضية أثارتها ضجة أغنية "Heart On My Sleeve" التي زعمت جمع صوتي نجمي الراب دريك وذا ويكند دون علمهما. هذه الحادثة كشفت عن ثغرة قانونية خطيرة، حيث يمكن لأي شخص إنشاء أعمال موسيقية تنسب لفنانين لم يشاركوا فيها فعلياً، مما يشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الفكرية.
الخطر يتجاوز مسألة الحقوق المادية، ليصل إلى تهديد الإبداع الإنساني نفسه. الموسيقى التي ينتجها الذكاء الاصطناعي قد تبدو متقنة تقنياً، لكنها تفتقد إلى العمق العاطفي والخبرات الإنسانية التي تميز الأعمال الفنية الحقيقية. كما يحذر خبراء من خطر التجانس الموسيقي، حيث قد تؤدي هذه التقنيات إلى إغراق السوق بألحان متشابهة تفقد الصناعة تنوعها وثراءها.
أما الصدمة الكبرى فتتمثل في تهديد تراث عمالقة الفن العربي. تقنيات استنساخ الأصوات المتطورة قد تُستخدم لتشويه إرث فني مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، بإنتاج أعمال لم يغنوها قط. هذا الأمر لا يمس فقط بحقوقهم المعنوية والمادية، بل يهدد هوية التراث الموسيقي العربي برمته.
في ظل هذه التحديات، يطالب خبراء الصناعة بتشريعات عاجلة لحماية حقوق الفنانين الأحياء والراحلين، مع وضع ضوابط صارمة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال الفني. كما تؤكد الأوساط الفنية على ضرورة الحفاظ على القيمة الإنسانية للموسيقى، التي تظل أهم ما يميز الإبداع البشري عن الآلي.
إرسال تعليق