في ظاهرة علمية غير مسبوقة، تسبب انفجار صاروخ ستارشيب التابع لشركة سبيس إكس في أحدث ثقب مؤقت بطبقة الأيونوسفير، الطبقة العليا من الغلاف الجوي للأرض. كشفت دراسة حديثة أجراها فريق من العلماء الروس بقيادة الفيزيائي يوري ياسيوكيفيتش عن تفاصيل هذه الحادثة الفريدة.
حدث الانفجار خلال الرحلة التجريبية الثانية للصاروخ في نوفمبر 2023، عندما انفجر الصاروخ على ارتفاع 150 كيلومتراً بعد أربع دقائق من إقلاعه. خلف الانفجار موجة صدمة عنيفة أدت إلى اضطراب كبير في خصائص طبقة الأيونوسفير الحساسة، والتي تلعب دوراً حيوياً في نقل إشارات الاتصالات والملاحة عبر الأقمار الصناعية.
أظهرت البيانات الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية ومستقبلات إشارات GNSS الأرضية أن موجة الصدمة تسببت في تشتت الإلكترونات الحرة بطبقة البلازما، مما أحدث خللاً استمر لمدة تصل إلى 40 دقيقة. أكد الباحثون أن هذه الظاهرة تختلف عن الثقوب المعتادة الناتجة عن التفاعلات الكيميائية لوقود الصواريخ.
تأتي هذه النتائج في توقيت حرج حيث تستعد سبيس إكس لإطلاق تجريبي تاسع لصاروخ ستارشيب المقرر في 20 مايو الجاري، بعد سلسلة من المحاولات السابقة التي شهدت بعض الإخفاقات. يرى العلماء أن هذه الظاهرة قد تقدم رؤى جديدة لفهم سلوك الغلاف الجوي العلوي تحت تأثير الأحداث العنيفة.
يذكر أن هذه الحادثة تمثل أول توثيق علمي لثقب ناتج عن انفجار صاروخ في طبقة الأيونوسفير، مما يفتح آفاقاً جديدة للبحث في تأثيرات الرحلات الفضائية على الغلاف الجوي للأرض.
إرسال تعليق