كشفت مصادر متخصصة عن بدء شركة سامسونج سي آند تي كورب أبحاثها الأولية لإنشاء منشأة متكاملة لإطلاق الصواريخ في الفضاء، ضمن مشروع طموح أطلق عليه اسم "المصنع الفضائي"، في خطوة غير مسبوقة تضع العملاق الكوري الجنوبي على خريطة صناعة الفضاء العالمية.
تعكف الشركة حالياً على مفاوضات مكثفة مع قسم هندسة الطيران والفضاء في جامعة سول الوطنية لتأسيس مركز أبحاث وتطوير متخصص، يهدف إلى بناء منصة متكاملة لإطلاق الصواريخ، في إطار استراتيجية توسعية تهدف لاقتحام قطاع الفضاء الذي يشهد تنافساً عالمياً محموماً.
ويأتي هذا المشروع ضمن سلسلة تحركات استباقية من سامسونج لتعزيز حضورها في الصناعات الفضائية، حيث سبق أن استقطبت عدداً من الخبراء الدوليين في هذا المجال للانضمام إلى ذراعها البحثية سامسونج ريسيرش، كما أبرمت مؤخراً اتفاقية تعاون مع معهد كوريا لعلوم الفلك والفضاء لتطوير قمر اصطناعي صغير من طراز كيوب سات سيتم إطلاقه ضمن مهمة أرتميس 2 التابعة لناسا.
تشير التحليلات الاقتصادية إلى أن سوق خدمات الإطلاق الفضائي يشهد نمواً متسارعاً، حيث تتوقع الدراسات وصول قيمته إلى 18.7 مليار دولار بحلول عام 2034، فيما تقدر القيمة الإجمالية لصناعة الفضاء بتريليون دولار خلال العقد المقبل، وهو ما يفسر حماسة الشركات الكبرى للدخول في هذا المضمار.
تمتلك كوريا الجنوبية مقومات قوية لتصبح لاعباً أساسياً في هذا القطاع، بفضل خبرتها الواسعة في تشييد المنشآت المعقدة وتقنيات أشباه الموصلات المتطورة، كما تجلى مؤخراً في إعلان الإدارة الكورية للبرامج الدفاعية عن خطط لتوطين إنتاج خمسة أنواع من أشباه الموصلات الفضائية المتخصصة.
وتعزز سامسونج حضورها في قطاع الفضاء عبر استثمارات استراتيجية، منها مشاركتها في جولة تمويلية بقيمة 170 مليون دولار لشركة لوفت أوربيتال الأمريكية الناشئة في مجال الأقمار الاصطناعية، مما يؤكد جدية توجهها نحو صناعة الفضاء كمجال استثماري واعد.
يشير المراقبون إلى أن هذه الخطوات تمهد الطريق لكوريا الجنوبية لتحقيق طموحاتها الفضائية، مستفيدة من خبراتها الصناعية والتقنية المتراكمة، في سعيها للحاق بركب الدول الرائدة في هذا المجال الحيوي الذي يزداد أهمية مع تطور تكنولوجيا الفضاء وتنوع تطبيقاتها.
إرسال تعليق