تشهد الشركات الكبرى موجة متصاعدة من الهجمات السيبرانية الذكية التي تخلف خسائر بملايين الدولارات، حيث كشف خبير الأمن السيبراني الدكتور إيان باتن عن تفاصيل صادمة لأساليب القراصنة التي أطاحت بأنظمة متاجر عملاقة مثل ماركس آند سبنسر وهارودز.
تعرضت ماركس آند سبنسر لهجوم ببرنامج الفدية تسبب في شل أنظمة الدفع الإلكتروني وترك الرفوف خاوية، حيث يعتقد الخبراء أن القراصنة اخترقوا الأنظمة منذ فبراير الماضي وانتظروا اللحظة المناسبة لتفعيل هجومهم المدمر. تقدر الخسائر اليومية للشركة بنحو 3.5 مليون جنيه إسترليني، مع عدم وضوح المدى الكامل للاختراق حتى الآن.
تكشف التحقيقات عن أساليب غير تقليدية يعتمدها القراصنة، حيث أوضح الدكتور باتن أن "مجموعات مثل Scattered Spider تضم شباباً عاطلين يستغلون مهاراتهم اللغوية في خداع فرق الدعم الفني عبر مكالمات وهمية". وأضاف "قد يحاولون مئة اتصال وينجحون في واحد فقط، لكن هذا يكفي لتحقيق الكارثة".
تتجاوز دوافع هذه الهجمات الجشع المادي، حيث يلاحظ الخبراء وجود أجندات سياسية وراء بعض العمليات تهدف لزعزعة الاستقرار الاقتصادي. ورغم أن وتيرة الهجمات قد لا تكون في ازدياد حقيقي، إلا أن تحسن شفافية الشركات في الإبلاغ عن الاختراقات يعطي انطباعاً بتصاعد الظاهرة.
يؤكد الخبراء أن استجابة ماركس آند سبنسر الشفافة تمثل نموذجاً يحتذى به، لكنها تطرح تساؤلات خطيرة حول قدرة الشركات على مواكبة تطور الأساليب الإجرامية التي لم تعد تحتاج لتقنيات معقدة، بل تعتمد على الحيل النفسية واستغلال الثغرات البشرية.
إرسال تعليق