تتصاعد حدة المواجهة بين إيران وإسرائيل في ساحة جديدة أصبحت لا تقل خطورة عن ساحات القتال التقليدية، إنها الحرب السيبرانية التي تشهد تبادل ضربات إلكترونية متطورة تهدف لاختراق البنى التحتية الحيوية وتعطيل الخدمات الأساسية.
في تطور مثير، كشفت مصادر إسرائيلية عن نجاح قراصنة إيرانيين في اختراق شبكات كاميرات المراقبة داخل الأراضي المحتلة لجمع معلومات استخبارية حول مواقع سقوط الصواريخ. هذه الأساليب تذكر بالهجمات التي نفذتها حماس قبل أحداث أكتوبر الماضي عندما استغلت كاميرات المراقبة لرصد تحركات القوات.
من جهتها، أعلنت جماعة "سبارو المفترس" الموالية لإسرائيل مسؤوليتها عن هجوم إلكتروني كبير استهدف النظام المصرفي الإيراني، خاصة مصرف "سبه" المتهم بالتهرب من العقوبات. الهجوم الذي أدى لتعطيل الخدمات المصرفية يأتي ضمن سلسلة عمليات إلكترونية إسرائيلية ضد إيران منذ عام 2021.
ردت طهران بإجراءات غير مسبوقة شملت قطع الإنترنت على مستوى البلاد بنسبة تجاوزت 90% وفق بيانات مراقبة الحركة الشبكية. وزارة الاتصالات الإيرانية بررت القرار بضرورة حماية البنية التحتية من هجمات العدو، في وقت أعلن فيه إيلون ماسك عن بدء أقمار ستارلينك ببث خدماتها فوق إيران.
هذا التصعيد السيبراني يأتي بالتزامن مع تبادل الضربات العسكرية بين الطرفين التي خلفت عشرات القتلى. الخبراء يرون أن هذه المواجهة الرقمية تعكس تحولاً جوهرياً في طبيعة الحروب الحديثة حيث أصبح الفضاء الإلكتروني ساحة حاسمة لا تقل أهمية عن ساحات القتال التقليدية.
المشهد الحالي يؤكد أن السيطرة على البيانات وتقنيات الاختراق أصبحت أسلحة استراتيجية في الصراعات المعاصرة، حيث يتسابق الطرفان على تطوير قدراتهما السيبرانية في مواجهة قد تحدد ملامح الصراع في المنطقة لسنوات قادمة.
إرسال تعليق