تتجه تقنية واي فاي نحو قفزة نوعية مع الجيل الجديد واي فاي 8، الذي يعد بتحسينات كبيرة في الأداء والموثوقية، ليغير طريقة اتصالنا اللاسلكي تمامًا. كشفت شركة كوالكوم الأمريكية المتخصصة في تصنيع الرقائق أن تطوير هذا المعيار الجديد يتم ضمن مبادرة تسمى "الموثوقية الفائقة"، بالتعاون مع عدة شركات عالمية، ومن المتوقع أن يرى النور بحلول عام 2028. رغم أن المعيار لم يكتمل بعد، إلا أن كوالكوم عرضت بعض الميزات المنتظرة التي ستحدث نقلة في جودة الشبكات اللاسلكية.
تشير الوثائق التقنية إلى أن واي فاي 8 سيقدم زمن وصول أقل، ما يعني استجابة أسرع عند استخدام الشبكة، خاصة في الأماكن المزدحمة حيث تقل جودة الاتصال عادة. كما سيشهد المستخدمون تجربة تجوال سلس بين نقاط الوصول المختلفة، ما يضمن استمرار الاتصال دون انقطاعات مزعجة. علاوة على ذلك، سيعزز المعيار الجديد الاتصال المباشر بين الأجهزة دون الحاجة إلى نقطة وصول وسيزيد من كفاءة استهلاك الطاقة، ما يعني عمر بطارية أطول للأجهزة المحمولة.
سبق لواي فاي 7 أن قدم قفزة في الأداء مقارنة بالإصدارات السابقة مع سرعات نقل بيانات أعلى واستخدام أكثر مرونة للقنوات اللاسلكية، وتم تطويره ضمن مبادرة الإنتاجية العالية للغاية التي ركزت على تحسين التشغيل داخل وخارج المباني. لكن مع واي فاي 8، تتحول الأنظار إلى تحسين موثوقية الشبكات بشكل خاص، خاصة مع تزايد عدد الأجهزة اللاسلكية الحديثة التي نستخدمها يوميًا مثل نظارات الواقع المعزز وأجهزة ارتداء التقنية.
تعمل كوالكوم وجوجل معًا حاليًا على تطوير نظارات الواقع المعزز التي تستفيد من هذه الشبكات المتطورة، ما يعكس أهمية سرعة وثبات الاتصال في عالمنا المتصل أكثر فأكثر. ومن المتوقع أن يقدم واي فاي 8 أداءً محسنًا في خمسة مجالات رئيسية تشمل التنقل بين نقاط الوصول دون انقطاع، وزيادة كفاءة الطاقة، وتحسين التوافق مع بروتوكولات أخرى، وتعزيز الأداء في حوسبة الحافة، بالإضافة إلى التنسيق الفعال في المناطق ذات الكثافة العالية للأجهزة.
بينما لا يزال المعيار المعروف باسم IEEE802.11bn قيد التطوير، تتعاون شركات كبرى مثل كوالكوم وميديا تيك بنشاط على دعم هذه التقنية التي من المرجح أن تعتمدها الأجهزة القادمة مع نهاية العقد الجاري. ومع هذه التطورات، يبدو أن واي فاي 8 سيشكل خطوة كبيرة نحو مستقبل أكثر سرعة وثباتًا لشبكات الإنترنت اللاسلكية حول العالم.
إرسال تعليق