في تطور قد يعيد كتابة أساليب مكافحة حرائق الغابات عالمياً، بدأ القمر الصناعي FireSat Protoflight إرسال أولى صوره الحرارية عالية الدقة من مداره حول الأرض، في مهمة طموحة تهدف لرصد أي شرارة نار تظهر على سطح الكوكب كل عشرين دقيقة.
هذا القمر الصناعي الذي أطلقته شركة Muon Space في مارس الماضي يحمل تقنية متطورة قادرة على كشف حرائق لا تتجاوز خمسة أمتار، من خلال ست قنوات طيفية مختلفة تميز بين مصادر الحرارة الحقيقية والإشارات الخادعة. خلال الاختبارات الأولية، نجح النظام في رصد نشاط حراري من مواقع متنوعة مثل مطار سيدني وبركان هاواي النشط وحقول النفط الليبية.
الشركة المطورة كشفت عن خطة طموحة لإطلاق ثلاثة أقمار إضافية العام المقبل، على أن تكتمل الكوكبة الكاملة المكونة من خمسين قمراً صناعياً بحلول 2030. هذه الشبكة الفضائية ستقدم مراقبة شبه فورية لكامل الكرة الأرضية، مما قد يقلص زمن الاستجابة للحرائق من ساعات إلى دقائق.
الدكتور دان ماكليز، كبير علماء الشركة، وصف المشروع بأنه قفزة نوعية في تقنيات الاستشعار الحراري عن بعد، بينما أكد الرئيس التنفيذي جوني داير أن النظام سيقدم أدوات غير مسبوقة لفرق الإطفاء والعلماء وصناع القرار.
المثير أن تقنية FireSat لا تقتصر على رصد الحرائق، بل تمتد قدراتها لتشمل مراقبة الانبعاثات الغازية والجزر الحرارية الحضرية والتغيرات البيئية الدقيقة، ما يجعلها أداة متعددة الأغراض في مواجهة التحديات المناخية.
مع تزايد حرائق الغابات بنسبة 30% خلال العقد الماضي حسب بيانات الأمم المتحدة، يبدو هذا المشروع الفضائي بمثابة شريان حياة للكوكب، حيث يمكنه اكتشاف النيران في مراحلها الأولى قبل أن تتحول إلى كوارث بيئية واقتصادية. السؤال الآن: هل ستنجح هذه العيون الفضائية في تغيير قواعد اللعبة في الحرب ضد حرائق الغابات؟ الإجابة قد تأتي قريباً مع توسع نطاق المهمة.
إرسال تعليق