سوق المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي يشهد معركة شرسة بين عمالقة التكنولوجيا بعد أن كشفت وثائق داخلية عن استهداف ميتا لنجوم أوبن إيه آي بصفقات تصل قيمتها إلى 300 مليون دولار. سام ألتمان الرئيس التنفيذي لأوبن إيه آي وصف أساليب منافسه بالمسيئة وغير المقبولة في رسالة حادة للموظفين.
الشركة التي يملكها مارك زوكربيرج قامت بتشكيل فريق جديد للذكاء الفائق تحت اسم "ميتا سوبرإنتليجنس لابز" بقيادة نجوم القطاع التقني. الفريق الجديد استطاع جذب ما لا يقل عن 11 باحثاً مرموقاً من أوبن إيه آي وأنثروبيك وجوجل ديب مايند، في خطوة اعتبرها مراقبون هجوماً مباشراً على المنافسين.
المواجهة اتخذت منحى شخصياً عندما وصف كبير الباحثين في أوبن إيه آي الوضع بأنه يشبه "اقتحام المنزل وسرقة المحتويات". بينما حاول ألتمان تهدئة الأوضاع بالقول إن ميتا لم تستطع جذب أفضل الكفاءات رغم العروض الخيالية التي قدمتها.
المبالغ الطائلة التي تدفعها ميتا أصبحت حديث وادي السيليكون، حيث وصلت بعض العروض إلى 100 مليون دولار في السنة الأولى مع خيارات أسهم مستحقة فوراً. لكن مصادر داخلية في كلا الشركتين اختلفت حول دقة هذه الأرقام، حيث وصفها بعضهم بالمبالغ فيها بينما أكد آخرون أنها حقيقية.
ألتمان استخدم ورقة الثقافة التنظيمية في المواجهة، مؤكداً أن أوبن إيه آي تقدم رسالة ملهمة تفوق مجرد الحوافز المادية. وكتب للموظفين أن "المبشرين سيتغلبون على المرتزقة" في إشارة واضحة إلى فلسفة شركته مقابل منهج ميتا.
الرد من ميتا لم يتأخر، حيث اتهم مسؤولون فيها ألتمان بالمبالغة وتهويل الأمور. مارك زوكربيرج شخصياً أكد عزم شركته اللحاق بالركب في سباق الذكاء الاصطناعي بعد تأخرها عن المنافسين، مع التركيز على تطوير ذكاء اصطناعي عام.
المعركة تكشف عن تحول جذري في سوق المواهب التقنية، حيث أصبحت أبحاث الذكاء الاصطناعي السلعة الأكثر طلباً في وادي السيليكون. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستنجح الأموال الطائلة في شراء العقول أم أن الرؤية والرسالة ستظل العامل الحاسم في جذب المواهب؟ الإجابة قد تحدد ملامح خريطة القوى في عالم التكنولوجيا للسنوات القادمة.
إرسال تعليق