تواجه جوجل تحقيقات جديدة في الاتحاد الأوروبي بعد شكوى احتكار قدمها تحالف ناشرين مستقلين يتهمون العملاق التقني باستغلال هيمنته في سوق البحث وإلحاق ضرر جسيم بصناعة النشر. الوثائق التي اطلع عليها مراسلو رويترز تكشف عن طلب عاجل لاتخاذ إجراءات وقائية ضد ميزة "نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي" التي أطلقتها جوجل مؤخراً.
المشكلة تكمن في أن هذه الميزة التي تعرض ملخصات آلية فوق نتائج البحث العادية، تقلل بشكل كبير من زيارات المواقع الإخبارية الأصلية. التحالف المكون من ناشرين مستقلين ومنظمات غير ربحية يؤكد أن جوجل تستخدم محتوى الناشرين دون إذن لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، مع حرمانهم من خيار الانسحاب دون التضحية بظهورهم في نتائج البحث.
رد جوجل جاء دفاعياً، حيث أكد متحدث رسمي أن الشركة توجه مليارات النقرات يومياً لمواقع الناشرين، واصفاً مزاعم التحالف بأنها مبنية على "بيانات ناقصة ومشوهة". لكن روزا كيرلينج من منظمة فوكسغلوف الحقوقية تصف الوضع بأنه "تهديد وجودي" للصحافة المستقلة، مطالبةً الجهات التنظيمية بالتدخل العاجل.
هذه المعركة ليست الأولى من نوعها، ففي الولايات المتحدة تواجه جوجل دعوى قضائية مماثلة من شركة تعليمية تتهمها بإضعاف الطلب على المحتوى الأصلي. التحدي الأكبر الذي تواجهه الجهات التنظيمية هو كيفية تحقيق التوازن بين الابتكار التكنولوجي وحماية حقوق الناشرين في عصر يسيطر فيه الذكاء الاصطناعي على مشهد المعلومات الرقمية.
مع استمرار تصاعد هذه الأزمة، يبقى السؤال: هل ستنجح الضغوط التنظيمية في إجبار جوجل على تغيير سياستها، أم أن عصر الملخصات الآلية قد حان ليغير بشكل دائم طريقة استهلاكنا للأخبار والمعلومات؟ الإجابة قد تحدد مصير صناعة النشر الرقمي في السنوات القادمة.
إرسال تعليق