في خطوة غير مسبوقة، أبرمت جوجل اتفاقية لشراء 200 ميجاواط من محطة ARC التابعة لشركة Commonwealth Fusion Systems، لتصبح أول شركة تكنولوجية تعتمد بشكل مباشر على الطاقة النووية الاندماجية. الصفقة التي تم الكشف عنها مؤخراً تهدف لتشغيل مراكز البيانات العملاقة التابعة للشركة في ولاية فرجينيا، ضمن مساعي جوجل لمواكبة الطلب المتصاعد على الطاقة الناتج عن ثورة الذكاء الاصطناعي.
المفارقة تكمن في أن جوجل التي استهلكت 30.8 مليون ميجاواط/ساعة من الكهرباء العام الماضي، تسعى الآن لحل معضلة الطاقة الخضراء عبر الاستثمار في تكنولوجيا الاندماج النووي. هذه الخطوة تأتي بعد استثمار سابق للشركة في Commonwealth Fusion Systems عام 2021، ضمن جولة تمويل جمعت 1.8 مليار دولار.
شركة Commonwealth التي انبثقت عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، تعتمد على تصميم توكاماك باستخدام مغناطيسات فائقة التوصيل لاحتواء البلازما. المحطة التي تهدف للبدء التشغيلي في ثلاثينيات القرن الحالي، ستوفر 400 ميجاواط كاملة، وهو ما يكفي لتشغيل أكبر مراكز البيانات في العالم.
هذه الصفقة تضع جوجل في سباق محموم مع مايكروسوفت التي وقعت اتفاقية مماثلة مع Helion Energy العام الماضي. كبرى شركات التكنولوجيا تبدو مستعدة لتحمل مخاطر الاستثمار في طاقة الاندماج، سعياً وراء حلول طويلة الأمد للطاقة النظيفة.
التحديات التقنية لا تزال قائمة، بدءاً من صعوبة احتواء البلازما بشكل مستمر، وصولاً إلى تطوير مواد تتحمل الظروف القاسية للاندماج النووي. لكن التزام عمالقة التكنولوجيا بهذه التكنولوجيا يشير إلى تحول جذري في استراتيجيات تأمين الطاقة، قد يعيد تشكيل مستقبل البنية التحتية الرقمية العالمية.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستكون هذه الصفقة التاريخية بداية عصر جديد للطاقة النظيفة، أم أنها مجرد رهان طموح في تكنولوجيا لم تثبت جدواها بعد؟ الإجابة قد تحددها السنوات القليلة المقبلة مع تطور مشاريع الاندماج النووي حول العالم.
إرسال تعليق