نجحت مايكروسوفت في تحقيق إنجاز مالي ضخم تجاوز كل التوقعات، بعدما ارتفعت قيمتها السوقية إلى أكثر من أربعة تريليونات دولار، لتصبح ثاني شركة في التاريخ تصل إلى هذا الرقم الضخم، بعد إنفيديا التي سبقتها إلى هذا المستوى مطلع الشهر الجاري.
هذه القفزة اللافتة جاءت مباشرة بعد إعلان مايكروسوفت عن نتائج مالية قوية فاقت توقعات المحللين، حيث سجلت أسهم الشركة ارتفاعًا حادًا بلغ نحو ثمانية بالمئة في يوم واحد فقط، مدفوعة بالأداء القوي لخدمات الحوسبة السحابية، وتحديدًا منصة أزور التي بدأت الشركة لأول مرة بالكشف عن أرقامها التفصيلية.
الإيرادات التي جنتها مايكروسوفت من خدمات Azure وخدمات الحوسبة السحابية الأخرى تجاوزت حاجز خمسة وسبعين مليار دولار خلال السنة المالية الحالية، وهو ما يمثل نموًا سنويًا بنحو أربعة وثلاثين في المئة، ما يعكس الطلب المتصاعد على هذه البنية التحتية الذكية المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
ولم يتوقف النمو عند هذا الحد، فقد ارتفعت إيرادات مايكروسوفت بنسبة قاربت ثمانية عشر بالمئة، وهو أسرع معدل نمو للشركة منذ أكثر من ثلاث سنوات، مما يعكس نجاح استراتيجياتها في مجال الذكاء الاصطناعي والاستثمار العميق في البنية التحتية الرقمية الحديثة.
منذ بداية العام، ارتفعت أسهم مايكروسوفت بأكثر من عشرين في المئة، متقدمة على مؤشرات كبرى مثل S\&P 500 الذي لم يسجل سوى مكاسب بنسبة ثمانية في المئة فقط، وهو ما يوضح بجلاء مدى تفوق الشركة في هذا السباق المحموم نحو مستقبل تقني تقوده الخوارزميات والبيانات.
المشهد التكنولوجي العالمي بات اليوم يتصدّره اثنان من عمالقة الصناعة، مايكروسوفت وإنفيديا، وهما أكبر الرابحين من طفرة الذكاء الاصطناعي التي تُغيّر قواعد اللعبة. في المقابل، تراجعت آبل إلى المركز الثالث بقيمة سوقية تقارب ثلاثة تريليونات ومئتي مليار دولار، وذلك بعد هبوط أسهمها بنسبة تجاوزت السبعة عشر في المئة خلال هذا العام وسط قلق متزايد من تأخرها في تبني الذكاء الاصطناعي بوتيرة تنافس نظراءها.
أما إنفيديا، فتواصل تحطيم الأرقام القياسية، مدفوعة بطلب هائل على رقاقاتها المتطورة التي أصبحت المكوّن الأساسي في نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بمايكروسوفت وجوجل وميتا و OpenAI. تلك الرقاقات يتم استخدامها على نطاق واسع في مراكز البيانات الجديدة التي تُبنى حول العالم لتواكب هذا التحوّل الثوري في عالم التقنية.
إرسال تعليق