كشف تقرير حديث أن وزير التكنولوجيا البريطاني بيتر كايل ناقش مع الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان في وقت سابق من هذا العام فكرة مثيرة للجدل، تقوم على إبرام صفقة بمليارات الجنيهات الإسترلينية تتيح لكل سكان المملكة المتحدة الحصول على نسخة ChatGPT Plus المدفوعة.
التفاصيل جاءت عبر صحيفة بريطانية أشارت إلى أن النقاش دار خلال اجتماع في مدينة سان فرانسيسكو، حيث جرى استعراض سبل التعاون بين الشركة الأمريكية والحكومة البريطانية، إلا أن الوزير كايل لم يتعامل مع المقترح بجدية كاملة، خاصة وأن التكلفة قد تصل إلى ملياري جنيه إسترليني وهو مبلغ ضخم يجعل المشروع غير واقعي في الوقت الحالي.
رغم ذلك فإن مجرد طرح الفكرة يعكس اهتمام الحكومة البريطانية بتعزيز مكانتها في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، حتى مع استمرار المخاوف من دقة مخرجات أدوات المحادثة الآلية، إضافة إلى القضايا المتعلقة بالخصوصية وحقوق الملكية الفكرية.
تقدم OpenAI حاليا 3 إصدارات من ChatGPT، النسخة المجانية المتاحة للجميع، ونسخة Plus المدفوعة التي تكلف 20 دولار شهريا وتمنح أولوية في الوصول للخوادم وسرعة أكبر في الاستجابة وتجربة مبكرة للمزايا الجديدة، فيما تأتي نسخة Pro بسعر يتجاوز 200 دولار شهريا في بعض الأسواق وتستهدف المحترفين والشركات بقدرات أوسع وأدوات متقدمة مثل الوصول المستمر لأحدث نماذج الذكاء الاصطناعي.
المملكة المتحدة تعتبر واحدة من أكبر 5 أسواق عالمية لاشتراك Plus، بينما يستخدم ملايين البريطانيين النسخة المجانية بشكل يومي، وهو ما يفسر النقاش حول إتاحة الخدمة بشكل شامل على المستوى الوطني.
المحادثات بين كايل وألتمان لم تتوقف عند هذا اللقاء، إذ أظهرت بيانات رسمية أن الطرفين اجتمعا أكثر من مرة، من بينها لقاءات عشاء في مارس وأبريل، كما وقع كايل في يوليو مذكرة تفاهم غير ملزمة مع OpenAI لبحث إدخال الذكاء الاصطناعي في الخدمات العامة مثل التعليم والأمن والدفاع والعدالة، وهي خطوة قد تفتح الباب أمام الشركة للوصول إلى بيانات حكومية.
الوزير كايل يعد من أبرز الأصوات المؤيدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، بل إنه اعترف باستخدامه الشخصي لـ ChatGPT للحصول على إجابات حول قضايا تتعلق بعمله وحتى لترشيح برامج بودكاست يمكن أن يظهر فيها، واصفا الأداة بأنها رائعة وقادرة على تبسيط المفاهيم المعقدة.
الحكومة البريطانية بدورها تعمل على توطيد علاقتها مع كبرى شركات الذكاء الاصطناعي الأمريكية، إذ عقدت بالفعل اتفاقيات مع جوجل وأنثروبيك، ويؤكد كايل أن التكنولوجيا ستصبح معيارا رئيسيا لتحديد النفوذ العالمي خلال العقد المقبل، مشددا على ضرورة أن تكون بريطانيا في المقدمة.
الجدير بالذكر أن لندن ليست الوحيدة التي بحثت هذا النوع من التعاون، فخلال الأشهر الماضية أجرت OpenAI مفاوضات مع عدة حكومات، وتمكنت من إبرام اتفاق مع الإمارات لإتاحة ChatGPT على نطاق وطني واستخدامه في مجالات حيوية مثل الصحة والتعليم والنقل، في خطوة تعكس استراتيجية الشركة لجعل الذكاء الاصطناعي متاحا لأكبر شريحة ممكنة من الناس بهدف تعظيم الاستفادة الاقتصادية والاجتماعية.
إرسال تعليق