أعلنت شركة OpenAI عن تحسينات كبيرة في روبوت المحادثة الشهير ChatGPT، تستهدف تطوير قدرته على التفاعل بشكل أكثر مسؤولية مع الحالات النفسية الحساسة للمستخدمين، خصوصًا مع اقتراب إطلاق النموذج المرتقب GPT-5.
الشركة أوضحت أنها تعمل جنبًا إلى جنب مع خبراء ومجموعات استشارية متخصصة من أجل بناء استجابات أكثر وعيًا ورعاية للمستخدمين في المواقف العاطفية المعقدة، وذلك من خلال تدريب ChatGPT على عرض معلومات تستند إلى مصادر موثوقة مدعومة بأدلة علمية كلما تطلب الموقف.
وجاء هذا التحرك بعد ظهور تقارير متعددة خلال الأشهر الماضية تحدثت عن استخدام البعض لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في لحظات ضعف نفسي، مما تسبب أحيانًا في تفاقم حالات التوتر والاكتئاب. البعض زعم أن ChatGPT ساعد في تعزيز الأوهام أو التصورات الخاطئة، وهو ما دفع الشركة لإعادة تقييم خوارزميات التفاعل.
OpenAI اعترفت أن النموذج السابق GPT-4o لم يكن دائمًا قادرًا على التمييز بين المحادثات العادية وتلك التي تنطوي على إشارات للضيق النفسي أو التعلق العاطفي، وهو ما قد يكون خطيرًا لدى المستخدمين الذين يعانون من هشاشة نفسية أو شعور بالوحدة. وأضافت أن روبوتات الذكاء الاصطناعي باتت اليوم أكثر تفاعلًا وواقعية من أي وقت مضى، ما يجعلها بحاجة إلى ضوابط تضمن عدم إساءة استخدامها.
ضمن الإجراءات الجديدة، تخطط الشركة لإضافة تنبيهات تظهر تلقائيًا خلال المحادثات الطويلة، تشجع المستخدم على أخذ استراحة أو إنهاء الحديث مؤقتًا، على أن تكون هذه التنبيهات قابلة للتخصيص. الفكرة مستوحاة من أدوات مماثلة استخدمتها منصات كبرى مثل يوتيوب وتيك توك وإنستقرام وحتى Xbox، بهدف الحد من الاستهلاك المفرط وحماية الرفاه النفسي.
ولم تتوقف التغييرات عند هذا الحد، إذ تستعد OpenAI لتقليل نبرة الحسم في إجابات ChatGPT خاصة في الأسئلة العاطفية أو المصيرية مثل ما إذا كان يجب على المستخدم إنهاء علاقة عاطفية أو اتخاذ قرار مؤلم. بدلًا من الإجابات المباشرة، سيعمل الروبوت على طرح احتمالات مختلفة تساعد المستخدم على التفكير بهدوء واتزان في الخيارات المتاحة أمامه.
هذا التوجه يعكس نضوجًا واضحًا في تعامل OpenAI مع المسؤولية الأخلاقية المصاحبة لتقنيات الذكاء الاصطناعي. فمع استخدام أكثر من 700 مليون شخص لروبوت ChatGPT أسبوعيًا، من الضروري أن يكون هذا الذكاء الصناعي أكثر تعاطفًا، وأكثر إدراكًا لتأثير كلماته على الطرف الآخر.
ويبقى السؤال المطروح الآن، هل تنجح هذه التحسينات في جعل ChatGPT أكثر أمانًا ووعيًا؟ أم أن التفاعل البشري العاطفي سيبقى دومًا نقطة ضعف في الروبوتات؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة، لكن المؤكد أن OpenAI تسير في الطريق الصحيح نحو ذكاء أكثر إنسانية.
إرسال تعليق