في وقت يسيطر فيه سباق الهواتف الذكية على الأسواق، تواصل هواتف نوكيا الكلاسيكية إثبات مكانتها القوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعد تمديد اتفاقية الترخيص بين نوكيا وHMD Global، في خطوة تتجاوز كونها قرارًا تجاريًا عاديًا.
ويعكس هذا التمديد فهمًا دقيقًا لخصوصية الأسواق المحلية، حيث تظل البساطة والمتانة والتكلفة المعقولة هي المحرك الأساسي لقرارات الشراء، ما يؤكد أن الهواتف الكلاسيكية لا تزال تحظى بدور مهم إلى جانب الأجهزة الذكية المتطورة.
وقالت مصادر مطلعة إن نوكيا وافقت على تمديد اتفاقية الترخيص مع HMD Global، مما يتيح للشركة الاستمرار في بيع هواتف نوكيا الكلاسيكية في المنطقة لمدة سنتين إلى ثلاث سنوات بعد انتهاء الترخيص الأصلي في 2026.
ويأتي هذا القرار استجابة للطلب المستمر على هذه الهواتف، التي أثبتت فعاليتها في تلبية احتياجات فئات معينة، مثل المستخدمين الجدد الباحثين عن أجهزة موثوقة بأسعار مناسبة، إلى جانب كبار السن وسكان المناطق الريفية والنائية، حيث تشكل التكلفة المرتفعة للهواتف الذكية أو ضعف البنية التحتية للإنترنت تحديًا كبيرًا يجعل من الهواتف التقليدية خيارًا عمليًا وموثوقًا.
وأكد محلل في قطاع الاتصالات أن نسبة كبيرة من المستخدمين في أسواق رئيسية مثل السعودية والإمارات ومصر والأردن ما زالت تفضل الهواتف الكلاسيكية، رغم هيمنة الهواتف الذكية، ما يكشف عن وجود شريحة مستقرة تبحث عن حلول عملية وموثوقة، حيث تكمن جاذبية الهواتف التقليدية في بساطتها ومتانتها وعمر بطاريتها الطويل وتكلفتها المنخفضة.
ويمثل تجديد اتفاقية الترخيص خطوة استراتيجية مهمة لشركة HMD Global، إذ يضمن استمرار تدفق سلاسل التوريد وخطوط الإنتاج تحت مظلة علامة نوكيا التجارية، وفي الوقت نفسه يتيح لها المجال لتطوير علامتها الخاصة وإطلاق هواتف ذكية جديدة، إلى جانب أجهزة مخصصة لتلبية احتياجات السلامة.
وأكد مصدر مطلع أن القرار يهدف إلى تحقيق توازن بين الماضي والمستقبل، فبينما توفر نوكيا الثقة والإرث العريق، تضيف HMD Global روح الابتكار، ويظهر هذا التناغم بوضوح في تركيز الشركتين على الهواتف التقليدية التي تظل تلبي احتياجات أساسية في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مثل الأسعار المنخفضة والوظائف الأساسية.
وسيشهد سوق الهواتف الكلاسيكية في المنطقة قفزة نوعية مع طرح نماذج محدّثة من هواتف نوكيا الكلاسيكية، تشمل تحسينات في التصميم ومواصفات أساسية تلبي احتياجات المستخدمين المحليين، مثل دعم شبكات الجيل الرابع لضمان اتصال أسرع وأكثر استقرارًا، واعتماد منفذ شحن USB-C لسهولة الاستخدام، إلى جانب تطوير واجهات مستخدم باللغة العربية.
كما ستعزز الشركة متانة هذه الهواتف لتحمل درجات الحرارة المرتفعة وظروف الاستخدام اليومية القاسية في بعض مناطق المنطقة، مع اعتماد استراتيجية تسعير تنافسية تستهدف شريحة واسعة من المستخدمين ذوي الدخل المتوسط، مع التركيز على المزايا التي يفضلها المستهلكون مثل عمر البطارية الطويل والسعر المناسب.
يضمن تمديد اتفاقية الترخيص أن الهواتف الكلاسيكية الموثوقة والبسيطة من نوكيا ستبقى متاحة في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويؤكد أن الحاجة إلى أجهزة عملية وفعالة من حيث التكلفة لا تزال حقيقية، وأن التطور التكنولوجي لا يلغي بالضرورة المنتجات التي أثبتت جدارتها.
إرسال تعليق