اعتبر المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Nvidia جينسنج هوانج أن الصين متأخرة عن الولايات المتحدة في صناعة الرقائق بفارق ضئيل للغاية، مشددًا على أن من مصلحة واشنطن السماح للشركات الأميركية بالمنافسة في السوق الصينية لتعزيز النجاح الاقتصادي وتوسيع النفوذ الجيوسياسي.
وأشار هوانج في حديثه لبودكاست BG2 الذي يقدمه المستثمران براد جيرستنر وبيل جورلي إلى أن الصين تمتلك قاعدة واسعة من المواهب وثقافة عمل قوية وبيئة تنافسية بين قطاعاتها، ما يجعلها قادرة على تطوير صناعة تكنولوجية عصرية وحيوية، مؤكداً أن من الأفضل لبكين البقاء منفتحة أمام الاستثمارات الأجنبية لتعزيز الابتكار وتمكين شركاتها المحلية من المنافسة عالمياً.
وأوضح هوانج أن وحدات معالجة الرسومات من Nvidia أصبحت العمود الفقري لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي، ما رفع القيمة السوقية للشركة إلى مستويات قياسية، لكنه أشار إلى أن المبيعات إلى الصين واجهت عراقيل بسبب التوتر الجيوسياسي بعد فرض قيود على شريحة H20 قبل أن تعيد الولايات المتحدة السماح بتصديرها مقابل رسوم إضافية.
وتواصل الصين العمل على تعزيز صناعة الرقائق، حيث تخطط شركات محلية لرفع إنتاج معالجات الذكاء الاصطناعي ثلاثة أضعاف خلال العام المقبل عبر تشغيل مصانع جديدة لدعم شركات مثل هواوي وديب سيك ضمن استراتيجية تقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية، لكن البلاد لا تزال تعتمد على استيراد كميات كبيرة من الرقائق ومعدات تصنيعها، حيث أظهرت بيانات حديثة ارتفاع واردات معدات صناعة الرقائق بنسبة كبيرة خلال الفترة الماضية فيما تجاوزت واردات أشباه الموصلات أكثر من 308 مليارات وحدة.
وأصدرت بكين توجيهات لشركات التكنولوجيا الكبرى بوقف شراء رقائق الذكاء الاصطناعي من Nvidia، وعلى رأسها شريحة RTX Pro 6000D، في خطوة تعكس ثقتها في قدراتها المحلية، مؤكدة أن هذه الخطوة جزء من خطة استراتيجية لتعزيز البنية التحتية الوطنية وتخفيف التبعية للتكنولوجيا الأميركية.
ويمثل هذا التحوّل بداية مسار استراتيجي نحو بدائل محلية، إذ تدفع بكين شركاتها لاستخدام معالجات وطنية الصنع وتسرّع تطوير معدات تصنيع خاصة بها بالتوازي مع بناء مراكز بيانات تعتمد على الشرائح المحلية، في محاولة لتقليل المخاطر المرتبطة بالاعتماد على الموردين الغربيين.
وفي قطاع التصنيع، بدأت شركة SMIC أكبر مصنع للرقائق في الصين اختبار معدات بتقنية DUV لتقليص الاعتماد على شركة ASML الهولندية المحتكرة لتقنية EUV المحظورة على بكين، ومع أن النتائج الأولية مشجعة، إلا أن بعض المكونات لا تزال مستوردة ويحتاج الوصول إلى إنتاج مستقر بجودة عالية إلى وقت أطول للمعايرة.
أما في مجال التصميم والتطبيقات التجارية، فقد أبرمت شركة علي بابا اتفاقًا مع China Unicom لنشر معالجاتها المحلية T-Head في مركز بيانات جديد بمقاطعة تشينغهاي، ضمن مشروع يعكس تصاعد الاعتماد على الشرائح الوطنية، ويشارك في هذا المسار شركات صاعدة مثل MetaX وBiren Technology في خطة تهدف لتقليص الحاجة إلى بدائل Nvidia الخاضعة للقيود الأميركية.
إرسال تعليق