أطلق رودني بروكس، أحد أبرز خبراء الروبوتات ومؤسس شركة آي روبوت، تحذيرًا للمستثمرين الذين أنفقوا مليارات الدولارات على الشركات الناشئة في مجال الروبوتات البشرية، مؤكّدًا أن الكثير من هذه الأموال يُهدر دون جدوى، وأن الاعتماد على مقاطع فيديو لتعليم الروبوتات أداء المهام هو مجرد "خيال محض".
وأشار بروكس إلى وجود عدة عقبات أساسية تحول دون نجاح الروبوتات البشرية، وأوضح أن قصور القدرات اللمسية يشكل تحديًا كبيرًا، فبينما تمتلك اليد البشرية آلاف المستقبلات الحسّية، لا يمكن لأي روبوت أن يضاهي هذا المستوى من البراعة والدقة، ورغم التقدم الكبير في التعلم الآلي ومعالجة الصور والتعرف على الكلام، إلا أن الروبوتات تفتقر إلى قاعدة بيانات مماثلة للمجال الحسي البشري، وهو ما يحدّ من قدرتها على التفاعل بدقة مع البيئة.
كما نبه بروكس إلى مخاطر السلامة المرتبطة بالروبوتات البشرية كاملة الحجم، مشيرًا إلى أن الطاقة الهائلة المطلوبة للحفاظ على توازنها تجعل سقوطها خطرًا كبيرًا يمكن أن يسبّب إصابات خطيرة، ومع قوانين الفيزياء، فإن أي زيادة في حجم الروبوت تضاعف الطاقة الضارة بشكل كبير.
ويتوقع بروكس أن الروبوتات الناجحة في المستقبل لن تتخذ الشكل البشري، بل ستكون مصممة لوظائف محددة، مع عجلات وأذرع متعددة وأجهزة استشعار متخصصة، ما يجعلها أكثر أمانًا وكفاءة، ويشير إلى أن الأموال التي تُضخ حاليًا في تطوير الروبوتات البشرية ما هي إلا تمويل لتجارب باهظة الثمن لن تؤدي إلى منتجات قابلة للإنتاج التجاري على نطاق واسع.
إرسال تعليق