يختلف بافيل دوروف، مؤسس تيليجرام، عن كثير من قادة وادي السيليكون الذين يتباهون بالعمل لساعات طويلة وقلة النوم، فهو يرى أن النجاح لا يعتمد على إجهاد النفس باستمرار، بل على معرفة متى تنفصل عن مصادر التشتيت وتمنح نفسك وقتًا للراحة والتركيز.
وفي حديثه مع بودكاست ليكس فريدمان، كشف دوروف أن سر إنتاجيته يكمن في مزيج من النوم الطويل وقيود صارمة على استخدام الهاتف، فهو يخصص ما بين إحدى عشرة إلى اثنتي عشرة ساعة للنوم كل ليلة، ويعتبر التفكير أثناء الاستيقاظ جزءًا من هذه العملية. وأضاف أن أفضل أفكاره تخطر له في تلك اللحظات الهادئة، سواء في وقت متأخر من الليل أو في الصباح الباكر، موضحًا أن هذا الوقت يمثل له أهم فترات اليوم.
ويحرص دوروف على أن تكون صباحاته خالية من التكنولوجيا، بعيدًا عن الرسائل والإشعارات التي تسيطر على حياة الكثيرين، ويبدأ يومه بترتيب أولوياته بدلًا من أن تحددها له الشركات أو المؤسسات. ويقول إن فلسفته بسيطة للغاية، فهو يريد أن يعرف ما هو مهم في حياته دون أن يُملى عليه من الآخرين.
ويبتعد دوروف أيضًا عن متابعة أخبار مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرًا أن هذه العادة تقلل من الإبداع وتجعل التفكير أقل استقلالية، ويشير إلى أن الخوارزميات توجه الناس نحو نفس المحتوى والميمات والأخبار، ما يجعلهم مستهلكين متشابهين للمعلومات.
ويبدو هذا الموقف متناقضًا بالنسبة لشخص أسس أكبر شبكات التواصل الاجتماعي في روسيا وأطلق تيليجرام الذي يستخدمه أكثر من تسعمئة مليون شخص حول العالم، إلا أن دوروف يؤكد أن علاقته بالتكنولوجيا تقوم على السيطرة عليها واستخدامها كأداة، وليس الانصياع لها أو السماح لها بالتحكم في حياته. وأضاف أن الهدف هو التعامل مع التكنولوجيا بذكاء ووعي، لا كخدمة موجهة تحدد سلوكياته أو تفكيره.
إرسال تعليق