أعلنت شركة أسترازينيكا البريطانية عن توقيع اتفاقية بقيمة خمسمائة وخمسة وخمسين مليون دولار مع شركة Algen Biotechnologies الأمريكية الناشئة، المتخصصة في توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال التكنولوجيا الحيوية، في خطوة جديدة لتعزيز القدرات البحثية لشركات الأدوية الكبرى عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي.
بموجب الاتفاقية، تحصل أسترازينيكا على الحقوق الحصرية لتطوير وتسويق العلاجات المعتمدة على تقنية تحرير الجينات كريسبر التي ابتكرتها العالمة جينيفر دودنا الحائزة على جائزة نوبل في الكيمياء، والتي تعمل مستشارة علمية لدى Algen. وأوضحت الشركة الأمريكية أن قيمة الصفقة ستدفع على مراحل مرتبطة بتحقيق الإنجازات التنظيمية والتجارية، دون أن تمنح أسترازينيكا أي حصة ملكية في الشركة.
وكانت Algen قد جمعت سابقًا تمويلًا بقيمة أحد عشر مليون دولار، واستفادت من منحة بقيمة ثلاثمائة وخمسين ألف دولار من المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية لدعم أبحاث السرطان، ويهدف التعاون الجديد إلى دمج الذكاء الاصطناعي مع تقنية كريسبر لتسريع اكتشاف علاجات مبتكرة لأمراض الجهاز المناعي.
وقال المؤسس المشارك لشركة Algen تشون هاو هوانغ إن الذكاء الاصطناعي لا يُستخدم فقط لتحليل البيانات، بل للابتكار في تصميم حلول علاجية جديدة تعتمد على الدمج بين الذكاء الاصطناعي وكريسبر. من جانبه، أوضح جيم ويذيرال كبير علماء البيانات في أسترازينيكا أن الشركة تتعامل بحذر مع موجة الحماس حول الذكاء الاصطناعي، مؤكّدًا أن الهدف استخدامه كأداة علمية واقعية لدعم الباحثين.
وتأتي هذه المبادرة في وقت يزداد فيه اهتمام شركات الأدوية الكبرى بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتقليل تكاليف التطوير وتسريع التجارب، رغم أن عدد الأدوية التي تم اكتشافها عبر الذكاء الاصطناعي ووصلت لمراحل التجارب السريرية المتقدمة لا يزال محدودًا ولم يتم اعتماد أي منها رسميًا بعد.
وكانت شركات أخرى قد بدأت خطوات مشابهة، إذ تعاونت روش مع إنفيديا في أبحاث تطوير الأدوية، كما تعاونت أسترازينيكا منذ عام ألفين وتسعة عشر مع شركة BenevolentAI البريطانية في أبحاث أمراض الرئة والكلى، رغم أن تلك الشركة شهدت تراجعًا حادًا في قيمتها السوقية قبل خروجها من البورصة مؤخرًا.
ويرى محللون أن نجاح الذكاء الاصطناعي في تطوير الأدوية يعتمد على تحسين طرق تقييم أدائه مقارنة بالطرق التقليدية، في ظل واقع يشير إلى أن نحو تسعين بالمئة من الأدوية المرشحة تفشل عند دخول التجارب السريرية.
إرسال تعليق