تستثمر شركة ميتا مئات الملايين في مختبراتها الجديدة Meta Superintelligence Labs بهدف تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي والوصول إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي العام الذي يمكنه يومًا ما محاكاة القدرات المعرفية للإنسان، إلا أن طموحات الشركة تواجه تحديًا داخليًا غير متوقع يتمثل في بطء أنظمتها الداخلية وأدواتها المخصصة، ما دفع الإدارة بحسب تقارير صحفية إلى توجيه الموظفين للاعتماد على منصات خارجية لتسريع تطوير المشاريع.
على مدار السنوات الماضية، جعل مارك زوكربيرج الذكاء الاصطناعي أولوية قصوى في ميتا، فاستثمر مبالغ ضخمة واستقطب أبرز الباحثين برواتب كبيرة، وأعاد تنظيم فرق الذكاء الاصطناعي تحت مظلة MSL، لتصبح بيئة مركزة على الابتكار.
لكن وفقًا لتقرير نشرته Business Insider، فإن البنية التحتية الداخلية، المصممة للتعامل مع مليارات المستخدمين وفرق هندسية ضخمة، تشكل عقبة أمام الفرق الصغيرة السريعة التي تعمل على مشاريع متقدمة، مما اضطر فريق Product and Applied Research بقيادة المدير التنفيذي السابق لـ GitHub نات فريدمان، إلى تشجيع الموظفين على استخدام منصات خارجية أكثر كفاءة مثل Vercel وGitHub لتجاوز بطء أنظمة ميتا.
ووفقًا لمذكرة داخلية أرسلت أواخر سبتمبر، اعترفت أبارنا راماني رئيسة البنية التحتية في MSL بأن أدوات الشركة تستغرق وقتًا طويلاً في نشر التغييرات، وغير مناسبة لأسلوب البرمجة السريعة المعروف بـ Vibe Coding، حيث يعتمد المهندسون على الذكاء الاصطناعي لاقتراح التعليمات وتحسينها. فبينما تستغرق التحديثات داخل ميتا ساعات، يمكن تنفيذها على المنصات الخارجية خلال دقائق.
وتضمنت المذكرة خطة لتقليل أوقات النشر من 99 دقيقة إلى أقل من دقيقتين عبر استراتيجية مزدوجة تعتمد على الاستعانة الفورية بـ Vercel لتجاوز العقبات الحالية، وفي الوقت نفسه تطوير بديل داخلي يحمل الاسم الرمزي Nest، مخصص لتطبيقات TypeScript.
وبالفعل بدأت ميتا دمج Vercel مع GitHub لتوفير بيئة أسرع لفرق PAR لتجربة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث تعمل حوالي عشرة مشاريع حاليًا عبر المنصة، ما يتيح نشر التحديثات خلال دقائق بدلًا من ساعات.
وتجدر الإشارة إلى أن Vercel تعد من أبرز منصات تطوير ونشر تطبيقات الويب والذكاء الاصطناعي، وحققت مؤخرًا جولة استثمارية ضخمة رفعت قيمتها السوقية إلى أكثر من تسعة مليارات دولار، وتضم قائمة عملائها شركات كبرى مثل نتفليكس، أدوبي، وStripe، والآن تنضم إليها ميتا بشكل متزايد.
الأمر اللافت أن كلًا من نات فريدمان وألكسندر وانج الرئيس الجديد للذكاء الاصطناعي في ميتا، يعدان من المستثمرين في Vercel، ما يعزز الروابط بين ميتا وأحد أبرز اللاعبين في مجال تطوير المنصات السريعة للذكاء الاصطناعي.
إرسال تعليق