فاز ميشيل ديفوريت كبير العلماء في قسم العتاد الكمّي بجوجل للحوسبة الكمية بجائزة نوبل في الفيزياء لعام 2025 مناصفةً مع جون مارتينيس القائد السابق لفريق العتاد الكمّي في جوجل، وجون كلارك أستاذ الفيزياء في جامعة كاليفورنيا، وذلك تقديرًا لاكتشاف النفق الكمّي الماكروسكوبي وتكميم الطاقة في دائرة كهربائية، وهي أبحاث أسهمت في تأسيس الأسس العلمية لتقنيات الحوسبة الكمّية فائقة التوصيل.
ويُعد هذا الإنجاز استمرارًا لمسيرة جوجل في التميز العلمي، فلعام الثاني على التوالي يحقق باحثوها جوائز نوبل، بعد أن فاز أحد نواب الشركة السابقين بجائزة الفيزياء في 2024، وتقاسم باحثو DeepMind التابعة لجوجل جائزة الكيمياء، ليصبح عدد الحاصلين على نوبل من موظفي جوجل الحاليين والسابقين خمسة علماء من بينهم ديميس هاسابيس وجون جمبر وجيفري هينتون.
وترجع أصول هذه الأبحاث إلى سلسلة من التجارب الدقيقة التي أجراها العلماء في منتصف الثمانينات، وأظهرت أن قوانين ميكانيكا الكم الغريبة، والتي كانت تُعتقد سابقًا أنها محصورة بالذرات والجسيمات دون الذرية، يمكن التحكم فيها داخل دوائر كهربائية فائقة التوصيل على رقاقة إلكترونية.
واستعان الفريق بما يُعرف بوصلة جوزيفسون التي تُتيح توليد ظواهر كمّية قابلة للتحكم، وهي التقنية التي أصبحت فيما بعد الركيزة الأساسية للحوسبة الكمّية الحديثة، وأكدت جوجل أن هذه الوصلات تشكل اليوم أساس الكيوبتات الفائقة التوصيل المستخدمة في تطوير حواسيبها الكمّية، كما مهدت الطريق لإنجازات مثل شريحة Willow وإنجازها التاريخي عام 2019 حين نفذ حاسوبها الكمّي عملية حسابية مستحيلة على الحواسيب التقليدية.
وترى جوجل أن التكريم لا يقتصر على الاحتفاء بتاريخ الفيزياء فقط، بل يعكس أيضًا الاعتراف بالأسس العلمية التي تبني عليها جهودها الحالية لتطوير الجيل القادم من الحواسيب الكمّية القادرة على مواجهة تحديات الطاقة والطب والمناخ.
وفي بيان لجنة نوبل، أكد أولي إريكسون رئيس لجنة نوبل للفيزياء أن الاحتفاء بالاكتشافات الكمّية يعكس الطريقة التي تواصل بها ميكانيكا الكم تقديم مفاجآت علمية جديدة بعد مرور أكثر من قرن على اكتشافها، مشيرًا إلى أهميتها الكبيرة كأساس لكل التقنيات الرقمية الحديثة.
إرسال تعليق