تعيش شركة مايكروسوفت هذه الفترة ضغوطًا كبيرة داخل قسم الألعاب التابع لها، المسؤول عن علامة Xbox، بعد أن كشفت تقارير حديثة أن الإدارة فرضت هدفًا لتحقيق هامش ربح يصل إلى 30%، وهو رقم ضخم مقارنة بمتوسط أرباح صناعة الألعاب الذي لم يتجاوز 17% في عام 2024.
ويبدو أن هذا الهدف الطموح الذي فُرض في خريف 2023 كان السبب الرئيسي وراء موجات التسريح الواسعة وإغلاق عدد من استوديوهات التطوير وإلغاء مشاريع كبرى كانت قيد التنفيذ.
ووفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبرغ في 23 أكتوبر، فإن المديرة المالية للشركة إيمي هود أدخلت خطة داخلية تُعرف باسم هوامش المساءلة، بهدف رفع كفاءة قطاع الألعاب وتحسين الأرباح، لكن النتائج جاءت بعكس التوقعات.
الوثائق المسربة من لجنة التجارة الفيدرالية في عام 2023 أظهرت أن Xbox سجل هامش ربح لم يتجاوز 12% خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة المالية 2022، مع معدلات راوحت بين 10% و20% خلال السنوات الست السابقة، ما يؤكد أن هدف الـ30% كان بعيدًا تمامًا عن الواقع المالي للقسم.
هذه السياسة أدت إلى خسائر بشرية واسعة، حيث تم تسريح أكثر من 10 آلاف موظف في مطلع 2023، تلتها عمليات تقليص جديدة شملت 1900 موظف في يناير 2024، ثم 650 في سبتمبر، وأخيرًا نحو 9000 وظيفة في يوليو 2025، إلى جانب إغلاق استوديوهات شهيرة مثل Arkane Austin وTango Gameworks وAlpha Dog Games وRoundhouse Games، إضافة إلى إلغاء مشاريع ضخمة مثل Perfect Dark وEverwild وProject Blackbird وContraband.
ورغم الغضب الكبير داخل المجتمع التقني، اكتفت مايكروسوفت بتصريح مقتضب أكدت فيه أن معايير النجاح تختلف من مشروع إلى آخر، دون أي توضيح حول سياستها الجديدة في الأرباح.
ويرى محللون أن خدمة Game Pass تواجه بدورها تحديات معقدة، إذ تحاول الشركة تحقيق توازن بين زيادة عدد المشتركين وتراجع المبيعات المباشرة للألعاب، وهو ما يجعل الوصول إلى الأهداف الربحية أكثر صعوبة.
وفي محاولة لتعويض الخسائر، رفعت مايكروسوفت أسعار خدمة Game Pass Ultimate مؤخرًا، لكن الخطوة لم تلقَ ترحيبًا بين المستخدمين، وأدت إلى موجة من إلغاء الاشتراكات، ما يعكس حجم التوتر الذي يعيشه قسم Xbox في سعيه لتحقيق الأرباح المطلوبة.

إرسال تعليق