صوّت مساهمو شركة تسلا بأغلبية واسعة لصالح حزمة أجور جديدة لإيلون ماسك قد تصل قيمتها إلى تريليون دولار، في خطوة تهدف إلى إبقاءه في قيادة الشركة خلال فترة تُعد من الأكثر اضطرابًا في تاريخها، وفق تقارير صحفية. ويقترب ماسك بهذه الحزمة من أن يصبح أول رجل بثروة تتجاوز تريليون دولار.
جاءت الموافقة خلال الاجتماع السنوي للمساهمين الذي عُقد في مدينة أوستن بولاية تكساس، حيث صعد ماسك إلى المنصة وسط هتافات الحضور ومرافقة روبوتات أوبتيموس الراقصة، وقال في كلمته إن ما ينتظر تسلا ليس مجرد فصل جديد بل كتاب جديد بالكامل.
وتمنح الخطة ماسك أكثر من أربعمائة ثلاثة وعشرين مليون سهم إضافي لترتفع حصته في الشركة من نحو خمسة عشر بالمئة إلى خمسة وعشرين بالمئة. وتشمل أهداف الخطة رفع القيمة السوقية لتسلا من تريليون ونصف تريليون دولار إلى ثمانية تريليونات وخمسمائة مليار دولار خلال عشر سنوات، إضافةً إلى تفعيل مليون سيارة أجرة ذاتية القيادة وبيع اثني عشر مليون سيارة جديدة، وتوفير عشرة ملايين اشتراك في القيادة الذاتية الكاملة، وإنتاج مليون روبوت شبيه بالبشر.
وحذّر عدد من المساهمين قبل التصويت من أن رفض الخطة قد يدفع ماسك إلى ترك تسلا والتركيز على مشاريعه الأخرى مثل سبيس إكس وxAI، بينما تهدف الخطة الجديدة إلى إعادة تركيز جهوده على صناعة السيارات الكهربائية.
وعلى الرغم من الدعم الواسع من صغار المساهمين، واجهت الخطة معارضة من صناديق استثمار كبرى مثل صندوق الثروة السيادي النرويجي وعدد من صناديق التقاعد الأمريكية، إضافةً إلى شركتي Institutional Shareholder Services وGlass Lewis المتخصصتين في الاستشارات الاستثمارية، اللتين اعتبرت الحزمة مفرطة وغير مبررة.
وكانت خطة الأجور السابقة لماسك بقيمة خمسين مليار دولار قد أبطلتها محكمة في ديلاوير العام الماضي بحجة افتقار مجلس إدارة تسلا إلى الاستقلالية الكافية عنه، وقد استأنفت الشركة القرار أمام المحكمة العليا بالتوازي مع تصويت المساهمين لصالح نقل المقر القانوني لتسلا إلى ولاية تكساس.
وتأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه تسلا تحديات متزايدة في السوق، إذ تراجعت مبيعاتها في الولايات المتحدة بعد انتهاء الحوافز الضريبية للسيارات الكهربائية، كما تأثرت سمعتها بسبب المواقف السياسية لماسك ومشاركته في برامج حكومية مثيرة للجدل. وتشهد الشركة تراجعًا في حصتها السوقية العالمية نتيجة المنافسة القوية من الشركات الصينية، بينما لم تحقق منتجاتها الجديدة مثل شاحنة Cybertruck النجاح المتوقع، ولم ترقَ خدمة الروبوتاكسي إلى التوقعات التي روج لها ماسك.

إرسال تعليق