آخر الأخبار

الذكاء الاصطناعي يخلق وظائف جديدة ويعيد تعريف سوق العمل


 مع تسارع التحول الرقمي حول العالم، بدأت شركات كبرى مثل وولمارت وكي بي إم جي وغيرها بإطلاق موجة من الوظائف الجديدة كليًا لتلبية متطلبات المرحلة القادمة، في ظل الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي. هذه المهن لم تكن موجودة قبل سنوات قليلة، بعضها تطور طبيعي لوظائف سابقة، وأخرى تشكل مزيجًا من أدوار متعددة أضيفت إليها مسؤوليات جديدة نتيجة انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في الأعمال اليومية.

ويرى الخبراء أن المرحلة القادمة لن تستبعد الإنسان من العمل، بل ستعتمد على التعاون بين البشر والأنظمة الذكية. يقول مارك مورو الباحث في معهد بروكينغز إن بعض الوظائف قد تختفي سريعًا، وبعضها سينمو أكثر مما نتوقع، وهناك وظائف لم نتخيلها بعد. وتشير بيانات منصة لينكدإن إلى أن نحو عشرين بالمئة من الموظفين في الولايات المتحدة يشغلون وظائف لم تكن موجودة في عام ألفين، ومع الطفرة في الذكاء الاصطناعي التوليدي تتسارع وتيرة هذا التحول، حتى باتت بعض الأسماء الوظيفية تستخدم بعشرات الصيغ المختلفة.

ومن أبرز الوظائف الجديدة مصمم محادثات الذكاء الاصطناعي، الذي يبتكر أسلوب الحوار وطبيعة التفاعل بين المستخدم والأنظمة الذكية لضمان تجربة سلسة وفعالة، ويشترط الإلمام بهندسة الأوامر وكتابة النصوص الإبداعية. وهناك أيضًا مهندس معرفة، الذي يحدد ما تعرفه أنظمة الذكاء الاصطناعي وكيفية تصرفها وفق سياق العمل، ويحتاج لفهم عميق لهياكل البيانات والمعرفة التنظيمية.

كما ظهرت وظائف مصمم التفاعل الذي يطور نماذج للتواصل بين الإنسان والآلة لتعزيز الثقة، ومهندس فني للذكاء الاصطناعي يجمع بين الفن والتقنية لإنتاج محتوى بصري مطابق لهوية العلامة التجارية، ومهندس أوامر يتولى تصميم الأوامر النصية التي تحدد سلوك النماذج اللغوية وتجربتها. وهناك أيضًا قائد التعاون بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، وخبير إستراتيجية التبني المسؤول عن إدماج الأنظمة الذكية في المؤسسات وضمان تقبل الموظفين لها، مع مراعاة معايير الأمان والأخلاقيات.

وتشمل الوظائف الجديدة مهندس الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي الذي يصمم الضوابط الأخلاقية والتقنية، ومهندس تنسيق يربط بين الوكلاء الأذكياء والأدوات لضمان العمل بانسجام، ومهندس ذكاء اصطناعي يبني حلولًا ذكية قابلة للتوسع ويطور نماذج تعلم الآلة لمختلف القطاعات، ومهندس بنية الذكاء الاصطناعي الذي يصمم البنية التحتية للنماذج والخدمات السحابية. كما عاد دور معنوّن البيانات الذي يعالج ويصنف البيانات لتصبح صالحة لتدريب النماذج الذكية، إلى جانب المناصب القيادية مثل رئيس قسم الذكاء الاصطناعي ومدير عمليات الوكلاء الأذكياء ونائب الرئيس لإستراتيجية الذكاء الاصطناعي، ونائب الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي الذي أطلقته وولمارت لقيادة التحول الذكي في التصميم والمنتجات والمنصات لتعزيز الإنتاجية وتسريع الابتكار.

تشير هذه التحولات إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يُلغي الوظائف، بل يعيد تعريفها ويخلق فرصًا جديدة تجمع بين التقنية والإبداع والإستراتيجية، لتفتح الباب أمام جيل جديد من الخبرات الرقمية يدمج الإنسان والآلة في منظومة عمل متكاملة.

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.