أعلن صندوق التنمية الوطني في السعودية عن رفع ميزانية برنامج تمويل قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية إلى 1.09 مليار ريال سعودي، بعد أن كانت 300 مليون ريال فقط في عام 2022. هذه الزيادة الهائلة تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة كواحدة من أبرز المراكز العالمية في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، فضلاً عن تعزيز إسهام هذا القطاع في الناتج المحلي من خلال خلق فرص عمل ومسارات مهنية جديدة.
تتجلى هذه الجهود في النهضة الكبيرة التي يشهدها القطاع، مدعومة بالاستثمارات والمبادرات المبتكرة، بالإضافة إلى التحالفات مع المنظمات العالمية. كما أن الدعم الكبير من القيادة السعودية يسهم في ترسيخ مكانة المملكة كلاعب بارز في هذه الصناعة عبر تطوير البنية التحتية، والاستثمار في المواهب المحلية، والترويج لإنشاء محتوى الألعاب بأكثر الطرق ابتكارًا.
يتمحور برنامج التمويل حول عدة أهداف رئيسية، من بينها استقطاب المواهب الوطنية، وتوفير بيئة محفزة للعمل في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، ودعم تأسيس شركات وألعاب جديدة في القطاع، إلى جانب دعم الأندية الرياضية في تطوير أنشطتها في مجال الرياضات الإلكترونية.
وفي عام 2022، أطلقت المملكة الإستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية بمشاركة نحو 20 جهة حكومية وخاصة، حيث تهدف هذه الإستراتيجية إلى دعم الابتكار، واستضافة الفعاليات الكبرى، وتأسيس الأكاديميات التعليمية، وتطوير اللوائح التنظيمية. كما تستهدف رفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو 50 مليار ريال وتوفير أكثر من 39 ألف فرصة عمل جديدة في مجالات التطوير والنشر والبنية التحتية.
تعدّ المملكة العربية السعودية من أسرع الأسواق نموًا في مجال الألعاب الإلكترونية، حيث بلغ حجم السوق 3.75 مليارات ريال في عام 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 10 مليارات ريال بحلول عام 2026. يعكس هذا النمو الهائل الانتقال من مجرد أدوات ترفيهية إلى مصدر اقتصادي هام، مع الاعتراف الرسمي بالألعاب والرياضات الإلكترونية ضمن الألعاب الأولمبية منذ عام 2018.
من بين المبادرات البارزة لدعم هذا القطاع، يتعاون بنك التنمية الاجتماعية مع الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية لتوفير حلول تمويلية تُغطي 60% من ميزانية صندوق التنمية الوطني. كما أطلقت المملكة برنامج Ignite لتحقيق الريادة العالمية في قطاع المحتوى الرقمي بحلول عام 2030، وستنظم بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية سنويًا بدءًا من صيف 2024.
تشير جميع المؤشرات إلى استمرار نمو سوق الألعاب الإلكترونية في السعودية، مدفوعًا بالتقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وانتشار الإنترنت والهواتف الذكية، وتطور تقنيات الألعاب، بالإضافة إلى جهود الشركات السعودية في تطوير ألعاب جديدة تلبي احتياجات اللاعبين المحليين، مما يعزز تنوع القطاع ويسهم في نموه المستمر.
إرسال تعليق