تحولت لعبة "روبلوكس" إلى ظاهرة عالمية في فترة زمنية قصيرة، حيث تخطت مبيعاتها ثلاثة مليارات ونصف دولار خلال أربعة أعوام، مع عدد لاعبين نشطين يومياً يتجاوز 68 مليوناً. لكن وراء هذا النجاح الباهر، تكمن مشكلات خطيرة قد تهدد سلامة اللاعبين الصغار.
المسؤولية عن هذا النجاح لا تعود فقط لمجهودات الشركة، بل أيضاً للجهود الهائلة لمطوري الألعاب داخل اللعبة نفسها. "روبلوكس" مليئة بمحتوى متنوع وأطوار لعب مختلفة، تجذب بشكل خاص الأطفال تحت سن الثالثة عشرة، الذين شكلوا الجزء الأكبر من جمهور اللعبة.
ومع تزايد عدد الأطفال الذين ينغمسون في "روبلوكس"، ظهرت مشاكل أمنية خطيرة. إذ وجدت مجموعات من المجرمين في سياسات اللعبة فرصة لاصطياد ضحايا صغار. واحدة من القصص الصادمة تشمل طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات تعرضت للاعتداء من قبل شخص بالغ، دفع لها آلاف الدولارات مقابل صور مخلة، بينما كان يتظاهر بأنه مهتم باللعبة.
أما في قضية أخرى، قام شين باتريك بينزاك، البالغ من العمر 45 عاماً، بإقناع طفل بإرسال صور مخلة مقابل عملة "روبكس" الافتراضية، لكنه استخدم كلمة مرور الحساب للوصول إلى المزيد من الأطفال.
من القصص الصادمة الأخرى، تظهر قصة "دكتور روفاتنيك"، الذي أنشأ لعبة ناجحة داخل "روبلوكس" وجذب ملايين اللاعبين، قبل أن يتم القبض عليه بتهمة خطف واعتداء على طفلة. تبين أن "دكتور روفاتنيك" كان مجرد قناع لمطور ألعاب معروف، اسمه الحقيقي جادون شيدلتسكي، الذي كان يعيش حياة فارهة في كاليفورنيا، بينما يستغل منصته لارتكاب الجرائم.
تمكن شيدلتسكي من استقطاب الأطفال من خلال شخصية ممتعة ومثيرة، ولكن خلف الكواليس كان يستغل موقعه للعثور على ضحايا من الأطفال. وبعد القبض عليه، كشفت التحقيقات عن حجم التهديد الذي كان يشكله، مما جعل الحاجة لإجراءات أمان أكثر صرامة أمرًا ملحًا.
ومع ذلك، فإن "روبلوكس" ما زالت تواجه تحديات كبيرة في حماية مستخدميها. في تجربة قامت بها جمعية الأمان على وسائل التواصل الاجتماعي، وجدت أن معظم الأطفال في إحدى المدارس الأسترالية يستخدمون "روبلوكس"، وأجاب العديد منهم بأنهم تعرضوا لطلبات صداقة من غرباء. التقارير أظهرت أن هذه المشاكل ليست جديدة، فقد تلقت الشركة آلاف البلاغات حول محادثات جنسية غير ملائمة.
وفي تقرير آخر، أظهرت بلومبيرغ أن الشركة لا تزال تواجه صعوبات في توفير حماية كافية للأطفال، حيث تفتقر إلى عدد كافٍ من المراقبين لمراجعة الرسائل والبلاغات بشكل فعال. وقد أشارت التقارير إلى أن الشركة بدأت في تطبيق سياسات أكثر صرامة بعد قضايا الاعتداء الأخيرة، لكن يبدو أن الجهود ما زالت غير كافية.
تؤكد هذه القصص على ضرورة المراقبة الدقيقة للأطفال أثناء استخدامهم للعبة. في حين تسعى "روبلوكس" للوصول إلى مليار لاعب يوميًا، فإن الأمان الشخصي للأطفال يجب أن يكون أولوية قصوى. بدلاً من الانتظار لحدوث الكوارث، يجب على الآباء اتخاذ خطوات وقائية لضمان سلامة أطفالهم في عالم "روبلوكس".
إرسال تعليق