مع اقتراب الانتخابات الأمريكية لعام 2024 من مراحلها الأخيرة، بدأت شركات العملات المشفرة في ضخ أموال ضخمة للتأثير على نتائج الانتخابات. تقرير نشرته مجموعة بابلك سيتيزن هذا الأسبوع كشف أن نحو نصف الأموال التي دُفعت لدعم الحملات الانتخابية جاءت من قطاع العملات المشفرة، بإجمالي يصل إلى حوالي 119 مليون دولار.
شركات كبرى مثل Coinbase وRipple استحوذت على أكثر من 80% من هذه التبرعات، التي تم توجيهها بشكل رئيسي إلى لجان العمل السياسي التي تدعم مرشحين مؤيدين للعملات المشفرة. وقد تزايد تأثير هذا القطاع بشكل لافت، حيث أصبح يتفوق على قطاعات تقليدية مثل النفط والبنوك، التي كانت تاريخيًا من أكبر المساهمين في الحملات الانتخابية.
دونالد ترامب، المرشح الجمهوري، استغل الخلاف بين قطاع العملات المشفرة والديمقراطيين ليقدم نفسه كخيار مؤيد للعملات المشفرة، حتى أنه ترأس مؤتمرًا كبيرًا للبيتكوين في ناشفيل الشهر الماضي. ورغم أن الأموال تتدفق إلى كلا الحزبين، إلا أن قطاع العملات المشفرة يسجل تفوقًا واضحًا على القطاعات الأخرى.
تأثير الأموال من قطاع العملات المشفرة لم يقتصر على الانتخابات التمهيدية فحسب، بل امتد إلى الانتخابات العامة، حيث فاز المرشحون المدعومون من هذا القطاع في 36 من أصل 42 سباقًا انتخابيًا. وفقًا لتقرير بابلك سيتيزن، فإن استراتيجية هذا القطاع، التي تعتمد على ضخ الأموال لإسكات المنتقدين وتعزيز المؤيدين، تجسد التحديات التي أثارها قرار المحكمة العليا في عام 2010 المعروف باسم سيتيزنز يونايتد، والذي سمح بتدفق غير محدود للأموال من الشركات في الانتخابات الأمريكية.
وفي الوقت الذي يسعى فيه الديمقراطيون لإيجاد أرضية مشتركة مع قطاع العملات المشفرة، خاصة بعد التوترات الأخيرة، يواصل ترامب تعزيز مواقفه المؤيدة للعملات الرقمية، حيث أعلن في يوليو أنه جمع 25 مليون دولار من الجهات المهتمة بالعملات المشفرة.
إرسال تعليق