أظهر استطلاع حديث أن أكثر من نصف الشركات الكبرى في الولايات المتحدة تنظر إلى الذكاء الاصطناعي كخطر محتمل على أعمالها، مما يبرز التحديات التي قد تواجهها هذه الشركات في ظل الثورة التكنولوجية المتسارعة.
وفقًا لبحث أجرته منصة Arize AI، التي تتعقب الإفصاحات المالية للشركات الكبرى، أشار 56% من شركات "فورتشن 500" إلى الذكاء الاصطناعي كعامل خطر في تقاريرها السنوية الأخيرة، وهو ارتفاع ملحوظ مقارنة بالعام السابق حيث كانت النسبة 9% فقط. هذا التحول الجذري يعكس تزايد القلق من تأثيرات هذه التكنولوجيا على الأعمال.
رغم هذا القلق، فإن هناك شركات قليلة رأت في الذكاء الاصطناعي التوليدي فرصة للنمو، حيث أكدت 33 شركة من بين 108 شركة ناقشت الذكاء الاصطناعي التوليدي أن هذا النوع من التكنولوجيا يمكن أن يوفر فوائد مثل تحسين الكفاءة وخفض التكاليف، إلى جانب تعزيز الابتكار. ومع ذلك، لا تزال المخاطر المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي تشغل بال الشركات، حيث أشار أكثر من ثلثي هذه الشركات إلى أن هذه التكنولوجيا تشكل تهديدًا لأعمالها.
تتزايد المخاوف من الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات، إذ أظهرت تقارير شركات الإعلام والترفيه الأمريكية الكبرى أن أكثر من 90% منها ترى أن هذه التكنولوجيا تشكل خطرًا على أعمالها، بينما شاركتها الرأي 86% من شركات البرمجيات والتكنولوجيا.
تتضمن المخاطر المذكورة في التقارير المالية قضايا متعددة مثل زيادة المنافسة، والقلق من الفشل في مواكبة التطورات السريعة، فضلًا عن المشكلات الأخلاقية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي مثل تأثيره على حقوق الإنسان، التوظيف، والخصوصية.
أشارت بعض الشركات الكبرى مثل نتفليكس وسيلزفورس إلى أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي قد يؤثر سلبًا على قدرتها على المنافسة ويؤدي إلى تحديات أخلاقية وقانونية، مما قد يتطلب استثمارات إضافية لتطوير واختبار نماذج جديدة.
بعض الشركات ترى أن الاستخدام المتطور لأنظمة الذكاء الاصطناعي قد يحمل معه مخاطر مالية مثل زيادة التكاليف بشكل غير متوقع، وقد يؤثر أيضًا على سمعتها إذا لم تدار هذه التكنولوجيا بشكل صحيح.
مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات، تظل المخاوف بشأن القوانين والتنظيمات التي تحكم هذه التكنولوجيا قائمة، مما يضع الشركات أمام تحديات جديدة في التعامل مع هذه التطورات.
إرسال تعليق