توصلت شركة جوجل إلى اتفاق مع المشرعين في ولاية كاليفورنيا يهدف إلى توجيه ملايين الدولارات لدعم غرف الأخبار المحلية، في خطوة تُعتبر الأولى من نوعها في الولايات المتحدة. تأتي هذه الصفقة في إطار سلسلة من الجهود العالمية لإلزام شركات التكنولوجيا بدعم الصحف التي تستفيد من خدماتها الإخبارية.
تسعى كاليفورنيا من خلال هذه الاتفاقية إلى معالجة تدهور صناعة الصحافة نتيجة انتقال القراء إلى الإنترنت وانخفاض عائدات الإعلانات. إذ تتضمن الصفقة عنصراً مثيراً للجدل يتمثل في تمويل تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما أثار قلق الصحفيين والمشرعين الذين يخشون من أن يؤدي هذا إلى استبدال وظائفهم.
بموجب الاتفاقية، ستساهم جوجل بمبلغ 110 ملايين دولار على مدى خمس سنوات لدعم غرف الأخبار المحلية من خلال "صندوق تحويل الأخبار" التابع لكلية الصحافة بجامعة كاليفورنيا. في حين ستقدم ولاية كاليفورنيا 70 مليون دولار إضافية، جزء منها سيُخصص لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي عبر منظمة غير ربحية جديدة.
وأوضحت بافي ويكس، عضوة مجلس الولاية التي قادت المفاوضات، أن مكون الذكاء الاصطناعي في الاتفاقية هو جزء صغير من الصفقة، ويهدف إلى تطوير أدوات تكنولوجية لحل المشكلات في عدة صناعات، بما في ذلك الصحافة. وأشارت إلى أن هذا الاتفاق لا يتطلب تشريعاً للتنفيذ، مما يجعله أسرع طريقة لإيصال الأموال إلى الناشرين.
ومع ذلك، قوبلت الصفقة بانتقادات من داخل مجلس الولاية وخارجه. إذ رأى السيناتور ستيف جلازر أن مساهمة جوجل غير كافية تماماً، وحذر من أن التسوية قد تقوض الجهود لإيجاد حل طويل الأجل لدعم الصحافة. وأعرب السيناتور مايك ماكجواير عن مخاوفه من أن الاقتراح يفتقر إلى التمويل الكافي للصحف ولا يعالج بشكل كامل التحديات التي تواجهها الصناعة.
وفي الوقت الذي دعمت فيه جمعية ناشري الأخبار في كاليفورنيا الصفقة باعتبارها خطوة أولى نحو صياغة نموذج أعمال مستدام، انتقدت نقابة الإعلام في الغرب الأميركي الاتفاقية، واعتبرتها هدية لجوجل لن تغير من نفوذها الكبير على غرف الأخبار. وردت ويكس بأنها تعتقد أن الصفقة تمثل أفضل سيناريو ممكن في الوقت الحالي، مفضلة قبول ربع مليار دولار بدلاً من لا شيء.
وتجدر الإشارة إلى أن شركات التكنولوجيا القوية في كاليفورنيا، بما في ذلك جوجل، كانت قد عملت بجد لمعارضة مشروع القانون الذي قدمته ويكس، حيث أنفقت جوجل أكثر من 1.1 مليون دولار على حملة إعلانية العام الماضي للتصدي للمشروع. ومع ذلك، يبدو أن الصفقة النهائية جاءت بعد مفاوضات شاقة استمرت لأكثر من عام، في محاولة لإحياء صناعة الصحافة التي عانت من فقدان آلاف الوظائف في السنوات الأخيرة.
إرسال تعليق