منذ ستة أيام وتركيا تعيش على وقع حجب منصة إنستقرام، ما أثار قلق صانعي المحتوى وخبراء التجارة الإلكترونية الذين يحذرون من تداعيات الحظر. وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورا أوغلو، صرح بأن منصات التواصل الاجتماعي في تركيا يجب أن تلتزم بالقوانين، وأشار إلى تحذيرات سابقة لإنستقرام من جرائم يمكن تجنبها، لكنه أكد أن الحجب تم بسبب عدم الاستجابة.
ورغم تصريحات أورا أوغلو، تشير وسائل الإعلام إلى أن الحجب مرتبط بمنشورات تعزية بمقتل إسماعيل هنية. بعض المسؤولين يربطون القرار بانتقاد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، لإنستقرام بسبب حذف منشور تعزية. ومع ذلك، يؤكد المسؤولون أن الأسباب تعود إلى جرائم مثل التحريض على الاعتداء الجنسي على الأطفال وجرائم الإرهاب.
وزير العدل التركي، يلماز تونج، أضاف أن منصات التواصل الاجتماعي يجب أن تلتزم بالقوانين المحلية، مشيرًا إلى دور الدولة في منع الجرائم الإلكترونية. بينما نقلت وكالة بلومبيرغ عن متحدث باسم ميتا أن حظر إنستقرام يحرم ملايين الأشخاص من وسيلة التواصل اليومي ويؤثر على الشركات التي تعتمد عليه للوصول إلى عملائها.
الحظر قسم ردود الأفعال في تركيا، حيث أيد البعض الإجراء بسبب الرقابة الانتقائية، بينما رفض آخرون ذلك واعتبروه تدخلاً في حرية التعبير. الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، وصف منصات التواصل الاجتماعي بالفاشية الرقمية، وأكد أن الحظر سيرفع إذا تم تلبية مطالب تركيا العادلة.
وفقًا لبيانات موقع Statista، تركيا تحتل المرتبة الخامسة عالميًا من حيث عدد مستخدمي إنستقرام بـ58 مليون مستخدم. ويتوقع تقرير توقعات التجارة الإلكترونية للشركات الصغيرة والمتوسطة في تركيا أن يصل عدد مستخدمي وسائل التواصل في البلاد إلى 76.59 مليون بحلول عام 2027.
بورا غوكشه، رئيس وكالة تخطيط إسطنبول، قال إن تكلفة إغلاق إنستقرام اليومية تبلغ 1.9 مليار ليرة تركية، مشيرًا إلى أن الشركات تعتمد على المنصة للوصول إلى عملائها وتقديم خدمات المبيعات. غوكشه أكد أن تركيا تدفع ثمنًا باهظًا بسبب انخفاض حجم التجارة الإلكترونية.
منشئ المحتوى الرقمي، أوزان سيهاي، اعتبر أن الحجب يضر بعدة قطاعات، من بينها المعلنون والفنانون والشركات الصغيرة والقطاعات السياحية والتعليمية والخيرية. إمري إكمكجي، نائب رئيس جمعية مشغلي التجارة الإلكترونية، أشار إلى أن 10% من إجمالي التجارة الإلكترونية في تركيا تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن إنستقرام هو أحد أهم القنوات.
تقرير وزارة التجارة الصادر في يونيو 2024 كشف أن حجم التجارة الإلكترونية في تركيا وصل إلى 1.85 تريليون ليرة عام 2023، ومن المتوقع أن يتضاعف إلى 3.4 تريليون ليرة بنهاية عام 2024. ومع ذلك، وزير التجارة، عمر بولات، أكد أن المبيعات عبر إنستقرام لا تعتبر تجارة إلكترونية وتسبب انخفاضًا في عائدات الضرائب.
إرسال تعليق