كشفت تقارير حديثة عن حملة رقمية ممنهجة تقودها حكومة الاحتلال الإسرائيلي تستهدف وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عبر منصات الإنترنت. هذه الحملة، التي بدأت في يناير الماضي، تعتمد على شراء إعلانات على محرك البحث جوجل بهدف تشويه سمعة الوكالة وتقليص الدعم الدولي الموجه لها.
الحملة لم تمر دون ملاحظة، حيث اكتشفت المديرة التنفيذية للأونروا في الولايات المتحدة، مارا كروننفيلد، تلك الإعلانات أثناء قيامها ببحث روتيني عن اسم الوكالة على جوجل. فوجئت بأن أولى النتائج كانت إعلانات مضللة تروج لمعلومات كاذبة عن الأونروا، مما دفعها للبحث أكثر لتكتشف أن تلك الإعلانات تربط المستخدمين بموقع حكومي للاحتلال الإسرائيلي، ينشر اتهامات بأن الوكالة تعمل كواجهة لحركة حماس، ويدعو إلى التشكيك في حيادها وفعاليتها.
وتأتي هذه الحملة في وقت حساس حيث تواجه الأونروا تحديات كبيرة على مستوى التمويل، خاصة بعد اتهام حكومة الاحتلال لـ12 موظفاً في الوكالة بالمشاركة في عملية طوفان الأقصى. وقد زاد الاحتلال من ضغوطه على الوكالة بعد الحرب الأخيرة على غزة، مدعياً أن الأونروا تشكل تهديداً يستدعي وقف دعمها الدولي.
أثرت الحملة الإعلانية على جهود جمع التبرعات للوكالة في الولايات المتحدة، حيث كانت الإعلانات الإسرائيلية المضللة تظهر بنسبة 44% من الوقت في نتائج البحث على جوجل مقارنة بـ34% لإعلانات الأونروا. هذا التفاوت أجبر الوكالة على إنفاق مبالغ كبيرة لمحاولة تحسين ظهورها في محركات البحث.
ورغم هذه التحديات، تمكنت الأونروا من جمع تبرعات كبيرة، حيث تجاوزت التبرعات في النصف الأول من العام الجاري مجموع ما تم جمعه في العام السابق بأكمله. إلا أن مارا كروننفيلد ما زالت تشعر بالقلق من التأثيرات طويلة الأجل للحملة الإسرائيلية على الرأي العام الأميركي.
وفيما يتعلق برد جوجل، أشار تقرير من موقع "وايرد" إلى أن الشركة واجهت انتقادات من موظفيها ومنظمات حقوقية لدورها في تسهيل نشر تلك الإعلانات، رغم تأكيدها أنها تطبق سياساتها دون تحيز. وقد تم إزالة بعض الإعلانات بعد تقديم شكاوى، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي أعاد صياغة إعلاناته واستمر في حملته.
الحملة الرقمية التي يقودها الاحتلال لا تقتصر على الأونروا فقط، بل امتدت إلى نشر إعلانات فيديو تستهدف دول الشرق الأوسط، تهدف إلى تغيير الرأي العام العربي بخصوص الصراع في غزة. وقد أثارت هذه الإعلانات موجة من الانتقادات، حيث اتهم بعضهم منصة يوتيوب بأنها تحولت إلى أداة للدعاية الإسرائيلية.
هذه الحملة الرقمية الإسرائيلية تعكس استراتيجية أكبر تستهدف التأثير على الرأي العام العالمي، وتقويض الدعم الدولي للوكالة التي تقدم خدمات حيوية للفلسطينيين، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها سكان غزة.
إرسال تعليق