كشف استطلاع حديث أجرته شركة إي واي أن معظم الشركات الكبرى التي بدأت باستخدام الذكاء الاصطناعي تكبدت خسائر مالية في المراحل الأولى، بسبب مشكلات تتعلق بعدم الامتثال، أو دقة النتائج، أو التحيز، أو التأخر في تحقيق أهداف الاستدامة.
وأشار الاستطلاع إلى أن الإبلاغ عن الأضرار التي لحقت بالسمعة أو المشكلات القانونية كان بوتيرة أقل مقارنة بالخسائر المالية المباشرة.
وشمل الاستطلاع الذي أجرته إي واي بمشاركة 975 مديراً تنفيذياً مشرفاً على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في شركات حول العالم تزيد مبيعاتها السنوية عن مليار دولار، وخضع المشاركون لإخفاء هويتهم، وتمت الدراسة خلال شهري يوليو وأغسطس من هذا العام.
وأوضحت الشركة أن إجمالي الخسائر المالية وصل إلى أكثر من أربعة مليارات دولار، مع تراجع مؤشرات مثل نمو الإيرادات، وتوفير التكاليف، ورضا الموظفين عن التوقعات الأولية. ومع ذلك، ظلت الشركات متفائلة بأن اعتماد الذكاء الاصطناعي سيحقق فوائد ملموسة على المدى الطويل.
وقال جو ديبا الرئيس العالمي للابتكار في إي واي إن الذكاء الاصطناعي يحسن الكفاءة والإنتاجية بلا شك، فالفرق تعمل بوتيرة أسرع وتنجز المزيد من المهام، لكن الاستفادة الفعلية تتأخر لأن المكاسب عادة ما يعاد استثمارها لإنجاز المزيد من العمل بدلاً من خفض التكاليف أو تحقيق إيرادات فورية.
وركز الاستطلاع على مفهوم الذكاء الاصطناعي المسؤول، وهو معايير تحدد ما إذا كانت الشركات وضعت سياسات داخلية واضحة لحوكمة الذكاء الاصطناعي وإصدار إرشادات دقيقة للاستخدام ومتابعة الالتزام بها. وأظهرت النتائج أن الشركات التي تبنت سياسات متقدمة في هذا المجال سجلت أداء أفضل في المبيعات، وتوفير التكاليف، ورضا الموظفين.
وفي الوقت نفسه، حذر بعض كبار المستثمرين في مجال الاستثمار من أن التقييمات التي تحصل عليها الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي بدأت تبدو سطحية ولا تعكس الواقع، رغم أن هذه الشركات تجتذب مبالغ قياسية من رؤوس الأموال المخاطرة.
وقال بريان ييو كبير مسؤولي الاستثمار في صندوق جي آي سي السيادي في سنغافورة إن هناك ضجة كبيرة مبالغ فيها حول بعض المشروعات التي لا تزال في مراحلها المبكرة، مضيفاً أن أي شركة ناشئة لها صلة بالذكاء الاصطناعي تحصل على تقييمات ضخمة تفوق أضعاف إيراداتها المتوقعة، وقد يكون ذلك عادلاً لبعض الشركات وغير عادل للبعض الآخر.
إرسال تعليق