يقدم متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك تجربة فريدة من نوعها تجمع بين الماضي والحاضر في عرض الأزياء الأخير "الجميلات النائمات: إحياء الموضة" الذي لا يقتصر على عرض فستان زفاف من ثلاثينيات القرن الماضي، بل يتضمن تجربة تفاعلية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة، بالتعاون مع شركة OpenAI.
في هذا العرض الاستثنائي، يجد الزوار أنفسهم في قلب تجربة تفاعلية حية، حيث يُعاد إحياء عالم ثلاثينيات القرن الماضي باستخدام تقنيات متقدمة، إذ تعاون المتحف مع OpenAI لإنشاء شخصية خيالية تدعى "ناتالي بوتر"، امرأة من هذه الحقبة التاريخية، تعمل بفضل الذكاء الاصطناعي على التفاعل مع زوار المعرض، وتقديم تفاصيل حول الفستان المعروض وتاريخ الموضة في تلك الفترة.
وتُمكّن هذه التجربة الفريدة الزوار من التواصل مع ناتالي بوتر عبر واجهة دردشة نصية، ما يسمح لهم بالغوص في أعماق تلك الحقبة التاريخية، والتعرف على أبرز ملامح الحياة والثقافة حينذاك. ويتميز روبوت ناتالي بأنه مدرب على قاعدة بيانات غنية تضم صحفاً ورسائل ومستندات من ثلاثينيات القرن الماضي، ما يجعل حديثها مع الزوار ينبض بروح تلك الفترة التاريخية.
لكن التجربة لا تتوقف عند الدردشة النصية، فقد استخدم فريق OpenAI نموذج Sora المتطور لإنشاء مقاطع فيديو تجعل ناتالي تتحرك بفستانها المميز، وكأنها تعرضه بشكل حيوي على هواتف الزوار، مما يضفي لمسة من الواقعية على التجربة.
وتعود فكرة هذا التعاون المبتكر إلى أمين معهد الأزياء أندرو بولتون، الذي رأى في الذكاء الاصطناعي فرصة لإحياء الشخصيات التاريخية وتقديم تجربة غير مسبوقة للزوار. رغم التحديات التي قد تواجه هذا المشروع، مثل الحفاظ على الدقة التاريخية وتجنب الأخطاء المحتملة في الردود، إلا أن هذا الابتكار يمثل خطوة جديدة نحو مستقبل يجمع بين التاريخ والتكنولوجيا في معارض الفن.
إرسال تعليق