أصدر خبراء الأمن السيبراني تحذيرًا جديدًا حول زيادة كبيرة في هجمات خداع نظام تحديد المواقع العالمي GPS التي قد تؤدي إلى تعريض سلامة الرحلات الجوية للخطر. ويشير الخبراء إلى أن هذه الهجمات قد تدفع الطائرات بعيدًا عن مساراتها المحددة، مما قد يؤدي إلى تعطيل ميزة الهبوط التلقائي للطيار وتجاوز المدرج المخصص للهبوط.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، ارتفعت هجمات خداع GPS بنسبة 400% منذ بداية العام الجاري، وأصبحت أكثر شيوعًا في مناطق النزاعات مثل أوكرانيا وروسيا. ويشير الخبراء إلى أن هذه الهجمات يمكن أن تُستخدم لتغيير بيانات الموقع، مما يسمح للمتسللين بمراقبة تحركات الطائرات وتعريض الرحلات للخطر.
وقد كشف تقرير صادر عن شركة الأمن السيبراني OPS Group أن هجمات انتحال GPS ارتفعت من 200 هجوم يوميًا في الفترة من يناير إلى مارس، إلى 900 هجوم يوميًا منذ أبريل، واستهدفت هذه الهجمات ما يصل إلى 1350 رحلة في بعض الأيام. ويقوم المتسللون بإرسال إشارات راديو مزيفة إلى هوائيات استقبال الطائرات لتجاوز إشارات GPS الحقيقية، مما يؤدي إلى إرسال تنبيهات كاذبة لأنظمة تحديد المواقع الخاصة بالطائرة ودفعها إلى مسارات خطرة.
وفي هذا السياق، أشار ستيوارت فوكس، مدير العمليات الجوية والتقنية في اتحاد النقل الجوي الدولي، إلى أن هذه الحوادث تثير قلقًا كبيرًا بشأن مخاطر الأمن السيبراني، رغم أنها لم تتسبب حتى الآن في حوادث سلامة كبيرة. ومع ذلك، فإنها تبقى تهديدًا خطيرًا لم يتم التعامل معه بشكل كافٍ حتى الآن.
ولمواجهة هذه التهديدات، تم تشكيل مجموعة عمل تضم 450 مشاركًا لمراقبة ومواجهة هجمات انتحال GPS، ولكن يبقى التحدي الكبير في تحديد هوية الجهة المسؤولة عن هذه الهجمات والسبب وراء استهداف الطائرات المدنية بهذه الطريقة الخطيرة.
إرسال تعليق