وافقت المفوضية الأوروبية، يوم الثلاثاء، على تقديم دعم مالي يصل إلى 5 مليارات يورو، أي حوالي 5.57 مليار دولار، للحكومة الألمانية من أجل دعم مصنع الرقائق الإلكترونية الجديد لشركة TSMC التايوانية في مدينة دريسدن، والذي يعتبر الأول من نوعه في أوروبا.
يطلق على المصنع اسم شركة تصنيع أشباه الموصلات الأوروبية (ESMC)، وهو مشروع مشترك بين عملاق الرقائق التايواني TSMC، وشركة NXP الهولندية، وشركتي Bosch وInfineon الألمانيتين، وفقاً لموقع "thenextweb".
تملك شركة TSMC نسبة 70% من أسهم المصنع، بينما تمتلك الشركات الأوروبية المتبقية حصة أسهم بنسبة 10% لكل منها.
يأتي هذا الدعم المالي كجزء من قانون الرقائق الإلكترونية في الاتحاد الأوروبي، الذي يهدف إلى رفع حصة الكتلة في إنتاج الرقائق العالمي إلى 20% بحلول عام 2030. ويُعد هذا الدعم أكبر منحة حتى الآن بموجب القانون، حيث يغطي نحو نصف الاستثمارات المقدرة بنحو 10 مليارات يورو لإنشاء المصنع.
تبرز أهمية هذا الدعم المالي بسبب الدور الرئيسي لشركة TSMC في سلسلة توريد أشباه الموصلات العالمية، بالإضافة إلى أن المصنع الجديد يلبي متطلبات القانون الخاصة بمنشأة "أولى من نوعها" في تطوير التكنولوجيا على نطاق واسع والتي لا توجد حالياً في دول الاتحاد.
من المقرر أن يقدم مصنع ESMC رقائق عالية الأداء تعتمد على رقائق السيليكون مقاس 300 ملليمتر، وتغطي أحجام عقد تتراوح بين 28/22 نانومتر و16/12 نانومتر. كما سيستخدم تقنية الترانزستور ذي التأثير الميداني (FinFET)، والتي تعزز من الأداء وكفاءة الطاقة.
ومن المتوقع أن يصل المصنع إلى طاقته التشغيلية الكاملة بحلول عام 2029، حيث سينتج 480 ألف رقاقة سيليكون سنوياً، ملبية احتياجات التطبيقات الصناعية والسيارات.
ووفقاً للصفقة، سيعمل مصنع ESMC كـ"مصنع مفتوح"، مما يعني أن أي عميل، بخلاف المساهمين الأربعة، سيكون بإمكانه طلب رقائق محددة.
قالت مفوضة المنافسة في الاتحاد الأوروبي، مارجريت فيستاجر، في بيان، إن المصنع "سيضمن الوصول الواسع إلى الرقائق الموفرة للطاقة، بما في ذلك من قبل الشركات الصغيرة والشركات الناشئة، مع الحد من أي تشويه محتمل للمنافسة".
ويُعتبر جذب شركات الرقائق الكبرى إلى الاتحاد الأوروبي من خلال الحوافز المالية والتنظيم المواتي جزءاً أساسياً من استراتيجية الاتحاد لزيادة الإنتاج المحلي.
إلى جانب TSMC، التزمت شركة "إنتل" الأميركية ببناء مصنع ضخم للرقائق المتقدمة في ألمانيا بتكلفة تصل إلى 30 مليار يورو، ولكن تنفيذ المشروع ليس مضموناً بسبب المشكلات المالية المحتملة، وإذا تم إنجازه، فسيقوم المصنع بإنتاج رقائق لتطبيقات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء.
ومع المنافسة العالمية الشديدة والمشهد الجيوسياسي المتغير بشكل متسارع، يبقى من غير الواضح ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيتمكن من تحقيق أهدافه في هذا القطاع.
إرسال تعليق