في خضم الأزمات المالية التي تواجهها شركة إنتل، أبدت شركة Arm البريطانية اهتمامًا بشراء وحدة المنتجات التابعة للشركة المتعثرة. وفقًا لتقرير من وكالة بلومبرغ، تواصلت Arm مع إنتل لبحث إمكانية الاستحواذ، ولكن قيل لها إن هذه الوحدة ليست معروضة للبيع. المحادثات، التي جرت على مستوى عالٍ بين الطرفين، لم تسفر عن اهتمام من قبل Arm بعمليات تصنيع إنتل نفسها، ولم يتم الكشف عن أي تفاصيل مالية تتعلق بهذه المناقشات أو إذا ما كانت المحادثات مستمرة أم توقفت.
إنتل، التي كانت في السابق أكبر شركة لصناعة الرقاقات في العالم، أصبحت تواجه تدهورًا في أعمالها، ما جعلها هدفًا للتكهنات حول احتمالية استحواذ شركات أخرى عليها. الشركة تدير وحدتين رئيسيتين: واحدة تتعلق ببيع الرقاقات للحواسيب والخوادم ومعدات الشبكات، والأخرى تهتم بتشغيل مصانع الشركة. ورغم التحولات التي تسعى إنتل إلى تنفيذها في هيكلها التنظيمي، إلا أن التكهنات بخصوص تقسيم الشركة واستحواذات محتملة تتزايد في ظل الظروف المالية الصعبة التي تمر بها.
خلال الشهر الماضي، أعلنت إنتل عن نتائج مالية مخيبة للآمال، مما أدى إلى انخفاض كبير في أسهمها وتسريح نحو 15000 موظف في محاولة لتقليل التكاليف. إضافة إلى ذلك، علقت الشركة خططها لتوسيع المصانع وأوقفت توزيعات الأرباح، ما أثار مزيدًا من القلق بشأن مستقبل الشركة.
في إطار جهودها لتغيير مسار الأعمال، تعمل إنتل على فصل قسم منتجات الرقاقات عن عمليات التصنيع، بهدف جذب مستثمرين خارجيين وتوسيع قاعدة عملائها. رغم أن هذه الخطوة تفتح الباب أمام فرص جديدة للشركة، إلا أنها تشير أيضًا إلى إمكانية تقسيم الشركة مستقبلًا، وهو سيناريو تم طرحه في تقارير سابقة.
على الجانب الآخر، شركة Arm، المملوكة بأغلبية أسهمها لشركة سوفت بنك، تسعى لتوسيع نشاطها خارج صناعة الهواتف الذكية. بقيادة رئيسها التنفيذي رينيه هاس، تركز Arm على دخول أسواق الحواسيب والخوادم، حيث تتنافس تصميماتها للرقاقات مع تصميمات إنتل. استحواذ Arm على وحدة المنتجات التابعة لإنتل سيمكنها من الوصول إلى هذه الأسواق، مما يعزز موقعها التنافسي ويتيح لها بيع منتجات إضافية.
بينما تواجه إنتل تحديات كبيرة في الحفاظ على تفوقها التكنولوجي، تواصل شركة مثل TSMC التايوانية استقطاب الحصة الأكبر من تصنيع الرقاقات. وفي الوقت ذاته، تتعرض إنتل لضغوط متزايدة من منافسين مثل إنفيديا وAMD، اللتين استفادتا بشكل كبير من طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي.
علاوة على ذلك، تشير تقارير إلى أن شركة كوالكوم أيضًا تواصلت مع إنتل لدراسة إمكانية الاستحواذ على قسم من أعمالها، مما يعزز التكهنات بأن إنتل قد تكون على وشك إجراء تغييرات جوهرية في نموذج أعمالها.
إرسال تعليق