بعد موجة من تخفيضات الوظائف التي شهدها قطاع التكنولوجيا طوال عامي 2022 و2023، يستمر المشهد بتخفيضات كبيرة وصغيرة في عدد الموظفين هذا العام، حيث تشير البيانات إلى أن 422 شركة تكنولوجيا قامت بتسريح أكثر من 136 ألف موظف بحلول نهاية أغسطس 2024 وفقًا لتتبع مستقل من Layoffs fyi.
كبار الشركات في القطاع، مثل آبل ومايكروسوفت وجوجل، تواصل تقليص عدد موظفيها بشكل كبير هذا العام، بعد موجات التسريح التي بدأت العام الماضي. وتعكس هذه التخفيضات تحولات استراتيجية تسعى الشركات من خلالها إلى تقليص التكاليف وإعادة الهيكلة للتكيف مع التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي.
في أغسطس 2024، أعلنت آبل عن تسريح حوالي 100 موظف من مجموعة خدماتها الرقمية، وشملت هذه التخفيضات فرق الكتب والأخبار، مما يشير إلى تغييرات محتملة في استراتيجية الشركة الرقمية، كما سرحت آبل في مايو الماضي أكثر من 600 موظف بعد إغلاق مشروع السيارات الكهربائية.
شركة جو برو، المعروفة بكاميراتها الحركية، أعلنت عن خطط لتقليص 15% من قوتها العاملة قبل نهاية العام، وهو ما يعادل حوالي 139 موظفًا، حيث تسعى الشركة لخفض التكاليف والتركيز على أعمالها الأساسية وسط تحديات السوق.
وأعلنت سونوس، شركة التكنولوجيا الصوتية، عن تسريح 100 موظف، ما يمثل حوالي 6% من موظفيها، استمرارًا لجهودها في تحسين الكفاءة التشغيلية بعد تخفيض 7% من موظفيها في عام 2023.
شركة سيسكو أيضًا تواصل خططها لتقليص الآلاف من الوظائف هذا العام، بعد تسريح أكثر من 4000 موظف في فبراير ضمن جهود إعادة الهيكلة التي تهدف إلى تحسين تناسق أعمالها مع الظروف السوقية وفرص النمو المستقبلية.
ودخلت ديل على خط تخفيضات الموظفين هذا الشهر، حيث تعيد هيكلة أعمالها وتركز على إنشاء وحدة مبيعات جديدة تهتم بمنتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي، دون الإعلان عن العدد المحدد للموظفين المتأثرين.
شركة إنتل، أحد أكبر منتجي الرقائق، أعلنت عن تسريح 15 ألف موظف، ما يمثل 15% من إجمالي قوتها العاملة، في إطار سعيها للتكيف مع الإيرادات المنخفضة وتوجيه مواردها نحو الذكاء الاصطناعي.
مايكروسوفت استمرت في عمليات التسريح خلال 2024، مع تقليص آلاف الوظائف في وحدات مختلفة من بينها وحدة الألعاب Azure وشريحة HoloLens وإدارة المنتجات والبرامج، ما يشير إلى إعادة تنظيم كبرى في الشركة.
ألفابت، الشركة الأم لجوجل، قامت بتسريح 630 موظفًا من وحدات متعددة مثل مساعد الصوت وفرق الأجهزة والمبيعات، كجزء من جهودها لتعزيز السرعة والكفاءة، بالإضافة إلى جولة تسريح في أبريل شملت كبار المديرين التنفيذيين.
تعكس هذه التحركات في القطاع اتجاهًا أوسع يتضمن خفض التكاليف، التحولات نحو الذكاء الاصطناعي، وإعادة هيكلة الأعمال للتكيف مع متطلبات السوق بعد الوباء، حيث تعمل الشركات على إعادة توازن الموارد والتكيف مع التغيرات السريعة في التكنولوجيا.
إرسال تعليق