تسعى شركة مايكروسوفت إلى تأمين كهرباء خالية من الكربون لمراكز بياناتها، في إطار جهودها لدعم طفرة الذكاء الاصطناعي. وقد أعلنت شركة Constellation Energy، أكبر مشغل للمفاعلات النووية في الولايات المتحدة، أنها ستستثمر ما يصل إلى مليار وستمائة مليون دولار لإعادة تشغيل محطة Three Mile Island النووية المغلقة في بنسلفانيا، بعد الاتفاق على بيع كافة إنتاجها العملاقة البرمجيات.
تتوقع Constellation Energy إعادة تشغيل المحطة بحلول عام 2028. وكانت إحدى وحدات المحطة قد أغلقت بشكل كامل منذ ما يقرب من نصف قرن بعد حادث نووي شهير، بينما أُغلق الوحدة الأخرى في عام 2019 لعدم قدرتها على المنافسة اقتصاديًا.
تتضمن صفقة مايكروسوفت شراء الطاقة لمدة عقدين، دون الإفصاح عن التفاصيل المالية. وتعتبر هذه الصفقة الأولى من نوعها التي تحصل فيها مايكروسوفت على طاقة من منشأة نووية بشكل كامل.
يمثل قرار مايكروسوفت نقطة تحول في زيادة الاهتمام بالطاقة النووية، خاصة مع تزايد الطلب على الطاقة في ظل نمو الذكاء الاصطناعي. وقد أُغلقت أكثر من عشرة مفاعلات في السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع المنافسة من الغاز الطبيعي الرخيص ومصادر الطاقة المتجددة. لكن الآن، تتزايد الرغبة في استغلال المحطات النووية لتوفير طاقة خالية من الكربون على مدار الساعة.
تعتبر الصفقة مع Constellation Energy أكبر صفقة شراء طاقة لمشغل المفاعلات النووية، حيث ستوفر محطة Three Mile Island الطاقة بما يعادل احتياجات حوالي ثمانمائة ألف منزل.
يُعتبر هذا المشروع الأول من نوعه في إعادة تشغيل محطة نووية أمريكية بعد إيقاف تشغيلها، كما أن تخصيص كامل إنتاج محطة طاقة نووية لعميل واحد هو سابقة لم تحدث من قبل.
بدأت جهود إعادة التشغيل في أوائل عام 2023 عندما بدأت Constellation Energy بتقييم جدوى المشروع، وفي بداية العام الحالي، قررت متابعة المشروع والتحدث مع العملاء المحتملين، حيث كانت مايكروسوفت من بين المهتمين.
وأكد بوبي هوليس، نائب رئيس مايكروسوفت للطاقة، أن شراء الطاقة النووية يسهم في خطط الشركة لتشغيل شبكة مراكز البيانات العالمية الخاصة بها بالطاقة النظيفة بحلول عام 2025. وستُستخدم هذه الطاقة لدعم توسع المراكز في مناطق مثل شيكاغو وفيرجينيا وبنسلفانيا وأوهايو.
سبق لمايكروسوفت أن أشارت إلى أن زيادة الطلب على الحوسبة السحابية قد تعرض خططها لجعل عملياتها خالية من الكربون بحلول عام 2030 للخطر.
خلال السنة المالية التي انتهت في الثلاثين من يونيو، أنفقت مايكروسوفت أكثر من خمسين مليار دولار على النفقات الرأسمالية، كان معظمها موجهًا لتوسيع مراكز البيانات، ومن المتوقع أن يتجاوز هذا الرقم في السنة المالية الحالية.
ليس مايكروسوفت هي الوحيدة التي تتطلع إلى الطاقة النووية، فقد وافقت أمازون في وقت سابق من هذا العام على إنفاق ما يصل إلى ستمائة وخمسين مليون دولار لشراء مجمع مركز بيانات متصل بمحطة ساسكويهانا النووية المتعثرة ماليًا.
إرسال تعليق