أعلنت شركة ميتا عن إطلاق نموذجها الجديد لتوليد الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي، والمعروف باسم "Movie Gen". هذا الابتكار يهدف إلى إنشاء مقاطع فيديو عالية الدقة تتضمن الصوت، مما يمهد الطريق لتطور هائل في مجال الإنتاج الرقمي.
يأتي هذا الإعلان بعد أشهر قليلة من كشف شركة OpenAI عن نموذج مشابه، يُعرف باسم "Sora"، الذي يعد منافسًا قويًا في هذا المجال. يعتمد Movie Gen على أوامر نصية لتوليد الفيديوهات بشكل تلقائي، سواء من خلال إنشاء فيديوهات جديدة أو تعديل اللقطات والصور الحالية. ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، تتميز المقاطع الناتجة بإضافة المؤثرات الصوتية والموسيقى الخلفية، التي يتم توليدها أيضًا باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما يوفر تجارب سمعية وبصرية متكاملة.
الميزة الأبرز في Movie Gen هي قدرته على إنشاء مقاطع فيديو مخصصة من الصور الثابتة أو تحرير المقاطع الموجودة بالفعل. في إحدى الأمثلة التي عرضتها الشركة، تم تحويل صورة لرجل في معمل إلى فيديو يظهر فيه وهو يجري تجربة كيميائية، مما يُبرز مرونة وإمكانات النموذج في تحويل الصور الثابتة إلى محتوى مرئي حي.
وإلى جانب ذلك، يمكن استخدام Movie Gen لإجراء تعديلات متقدمة على الفيديوهات، مثل تغيير الخلفيات، أو تعديل مظهر الشخصيات، وذلك ببساطة عبر إدخال أوامر نصية. على سبيل المثال، تم عرض فيديو لعدّاء، حيث تم تعديل خلفية المشهد ومظهر العداء باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يفتح المجال لإمكانيات غير محدودة في التعديل والإنتاج.
لكن رغم هذه القدرات المذهلة، أشار كريس كوكس، مدير المنتجات في ميتا، إلى أن الشركة ليست جاهزة بعد لإطلاق Movie Gen كمنتج تجاري في المستقبل القريب، مشيرًا إلى أن التكلفة العالية ومدة توليد الفيديوهات هما من أبرز التحديات التي تواجههم حاليًا.
وعلى الرغم من أن OpenAI قد كشفت عن نموذج Sora مطلع هذا العام، إلا أن الأداة المعتمدة عليه لم تُطرح للاستخدام العام بعد، وهو ما يضع الشركتين في سباق مفتوح نحو الابتكار في هذا المجال. وتجدر الإشارة إلى أن أحد المسؤولين عن تطوير نموذج Sora قد غادر مؤخرًا OpenAI وانتقل إلى جوجل، مما يضيف عنصرًا جديدًا للتنافس بين الشركات الكبرى.
وفي ظل هذه التطورات، تواجه أدوات الذكاء الاصطناعي تحديات تتعلق بالاستخدامات الضارة والملكية الفكرية. تقارير حديثة كشفت أن بعض الشركات الناشئة تعتمد على مقاطع فيديو من يوتيوب في تدريب نماذجها، وهو ما يشكل انتهاكًا لشروط استخدام المنصة، وفقًا لما صرح به نيل موهان، الرئيس التنفيذي ليوتيوب.
من جانبها، أكدت ميتا أنها درّبت Movie Gen باستخدام "مزيج من مجموعات البيانات المرخصة والمتاحة للجمهور"، لكنها لم تفصح عن التفاصيل الدقيقة لمصادر تلك البيانات، مما يثير تساؤلات حول شفافية عمليات التدريب ومدى التزام الشركة بالقوانين المتعلقة بحقوق النشر.
بهذا الإعلان، تضع ميتا قدمًا ثابتة في عالم إنتاج الفيديو بالذكاء الاصطناعي، وتفتح الباب أمام إمكانيات جديدة في هذا المجال، لكن التحديات التقنية والقانونية ما تزال تشكل عقبات تحتاج إلى معالجة قبل أن تصبح هذه الأدوات متاحة على نطاق واسع.
إرسال تعليق