آخر الأخبار

اقتراب الذكاء الاصطناعي العام والفائق يثير مخاوف وآمال المستقبل


 منذ تأسيسها في عام 2015 في سان فرانسيسكو، حددت شركة OpenAI رؤيتها الطموحة لتطوير ذكاء اصطناعي عام وآمن يخدم البشرية. وبعد سنوات من التطوير، أصبحت الشركة على أعتاب تحقيق اختراقات كبيرة في هذا المجال، حيث أعلنت مؤخراً عن تقدمها في تصنيف الذكاء الاصطناعي إلى خمسة مستويات، وصولاً إلى الذكاء الاصطناعي الفائق الذي قد يغير مستقبل البشرية.

تصنيف الذكاء الاصطناعي ومستوياته

تتراوح مستويات الذكاء الاصطناعي بين تقنيات بسيطة مخصصة للتفاعل مع المستخدمين، مثل ChatGPT وسيري وأليكسا، إلى أنظمة قادرة على التفكير المنطقي واتخاذ القرارات بشكل مستقل. أما المستويات الأعلى فتشمل أنظمة مبتكرة تعمل دون تدخل بشري، وأخرى يمكنها إدارة عمليات مؤسسية بالكامل وتحسينها باستمرار. هذه المستويات تمثل الطريق نحو الذكاء الاصطناعي الفائق الذي يمكن أن يتفوق على الذكاء البشري في جميع المجالات.  

إنجازات واختبارات ChatGPT

في عام 2023، أظهر ChatGPT 4 أداءً مذهلاً في اختبارات أكاديمية ومهنية مثل اختبار سات وقبول كلية الطب الأميركية، حيث تفوق على معظم المتقدمين. هذه النتائج تؤكد التقدم الكبير الذي حققته OpenAI في تطوير خوارزميات التعلم الآلي، لكنها في الوقت ذاته تكشف عن تحديات قائمة، مثل تحسين القدرات المنطقية لتكون أكثر دقة وفعالية.

الذكاء الاصطناعي والمخاوف العالمية

بينما يُبشر الذكاء الاصطناعي بفرص لا حدود لها، يحذر خبراء عالميون من مخاطره. ستيفن هوكينغ رأى في تطوير الذكاء الاصطناعي الكامل تهديداً وجودياً للبشرية، في حين دعا يوشوا بينجيو إلى الحذر من "الوحوش التي نصنعها". وحتى الأمم المتحدة شددت على ضرورة منع استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير أسلحة ذاتية التشغيل.

ومع تصريحات حديثة من شخصيات بارزة مثل سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، الذي أشار إلى إمكانية تحقيق الذكاء الاصطناعي الفائق خلال السنوات المقبلة، يبدو العالم على وشك الدخول في عصر جديد من الابتكار والمخاطرة، حيث قد يصبح الذكاء الاصطناعي أداة رئيسية في الصراعات المستقبلية.

تحولات جذرية في النظام العالمي

كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "من سيتربع على عرش الذكاء الاصطناعي سوف يحكم العالم". يبدو أن السباق العالمي للسيطرة على الذكاء الاصطناعي بات محتدماً، خاصة مع دخول تقنيات جديدة مثل نموذج لاما الذي طورته ميتا والمخصص لوكالات الدفاع الأميركية.

الذكاء الاصطناعي الفائق ليس مجرد أداة تقنية؛ بل قد يكون مفتاحاً للتحكم في مصير البشرية. فإما أن يتحقق بطرق تعزز المساواة والابتكار، أو ينحصر في أيدي فئات قليلة مما يفاقم التحديات العالمية.

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.