في إنجاز علمي مذهل، طور باحثون من كلية لندن الجامعية أداة ذكاء اصطناعي قادرة على تحليل صور الرنين المغناطيسي للدماغ بسرعة ودقة غير مسبوقتين. هذه الأداة التي تحمل اسم MindGlide تمثل طفرة في تشخيص ومتابعة مرض التصلب المتعدد، حيث تستطيع اكتشاف أدق التغيرات الدماغية في ثوان معدودة.
تعمل الأداة الجديدة على تحليل صور الرنين المغناطيسي لتحديد المناطق التالفة في الدماغ وقياس درجة ضمور الأنسجة، وهي مهمات كانت تتطلب سابقاً خبراء أشعة وأياماً من العمل. MindGlide تنجز هذه المهمة المعقدة خلال 5 إلى 10 ثوان فقط لكل صورة، مما يفتح آفاقاً جديدة في متابعة تطور المرض وتقييم فعالية العلاجات.
تم اختبار الأداة على أكثر من 14 ألف صورة رنين مغناطيسي، وأثبتت تفوقها بنسبة 60% على أدوات التحليل التقليدية في اكتشاف الآفات الدماغية. المثير أن الأداة استطاعت تحليل صور كانت تعتبر سابقاً غير صالحة للتشخيص الدقيق، مما يعني إمكانية الاستفادة من الملايين من الصور المخزنة في أرشيفات المستشفيات.
يقول الدكتور فيليب جوبل، أحد الباحثين الرئيسيين في المشروع: "هذه الأداة ستغير طريقة تعاملنا مع مرض التصلب المتعدد. سنتمكن أخيراً من فهم تأثير العلاجات المختلفة على الدماغ بشكل دقيق وسريع".
يؤثر التصلب المتعدد في أكثر من 130 ألف شخص في المملكة المتحدة وحدها، بتكلفة علاجية تتجاوز 2.9 مليار جنيه إسترليني سنوياً. يأمل الباحثون أن تساهم MindGlide في خفض هذه التكاليف عبر توفير تشخيصات أسرع وأكثر دقة، كما يمكن استخدامها لتقييم فعالية الأدوية خارج نطاق التجارب السريرية.
رغم النجاح الكبير، لا تزال الأداة بحاجة إلى تطوير لتحليل صور الحبل الشوكي، وهو ما يعكف عليه الفريق البحثي حالياً. مع ذلك، يمثل هذا الابتكار نقلة نوعية في مجال التشخيص الطبي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ويعد بوضع جديد للرعاية الصحية لمرضى التصلب المتعدد حول العالم.
إرسال تعليق