عاد الجدل الدائر حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الفن البشري إلى الصدارة مجدداً، مع انتشار ظاهرة تحويل الصور الشخصية إلى لوحات فنية مستوحاة من أسلوب استوديو جيبلي الشهير باستخدام أداة توليد الصور في ChatGPT. هذه الموجة أثارت ردود فعل متباينة بين الفنانين والمبدعين حول العالم.
سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، دخل بقوة في صلب هذا الجدل خلال مشاركته في بودكاست مع رائد الأعمال الهندي فارون مايويا. جاء حديثه رداً على تصريحات قديمة للمخرج الأسطوري هاياو ميازاكي الذي وصف أعمال الذكاء الاصطناعي الفنية بأنها "إهانة للحياة نفسها".
ألتمان دافع عن تقنيات الذكاء الاصطناعي معتبراً إياها أداة لـ"ديمقراطية الإبداع"، مؤكداً أن التحولات التكنولوجية الكبرى دائماً ما تواجه مقاومة في بداياتها. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الفنانين البشر، بل سيعزز قدراتهم ويوسع دائرة المشاركة الإبداعية.
من ناحية الأرقام، كشف ألتمان عن نمو هائل في استخدام أدوات توليد الصور، حيث يقترب عدد الصور المولدة من عتبة المليار. كما أبرز النمو الاستثنائي لسوق الهند التي أصبحت من أكثر الأسواق تفاعلاً مع هذه التقنيات في مجالات التصميم والنمذجة ثلاثية الأبعاد.
في الجانب التقني، توقع ألتمان طفرة في إنتاجية المطورين بفضل مساعدي البرمجة بالذكاء الاصطناعي، مع ظهور جيل جديد من "الوكلاء الأذكياء" القادرين على تنفيذ مهام معقدة بشكل مستقل. كما أكد أن قطاع تكنولوجيا المعلومات سيشهد تحولاً جذرياً لكنه سيحافظ على أهميته، خاصة مع تزايد الطلب العالمي على الحلول البرمجية.
هذا الجدل الذي يجمع بين الفن والتقنية يطرح أسئلة جوهرية عن مستقبل الإبداع في عصر الذكاء الاصطناعي، بين مخاوف من ذوبان الهوية الإنسانية في الأعمال الفنية، ورؤى تفاؤلية بفتح آفاق إبداعية غير مسبوقة أمام الجميع.
إرسال تعليق