تشهد الولايات الأمريكية تحركات متسارعة لفرض قيود غير مسبوقة على استخدام الأطفال والمراهقين لمنصات التواصل الاجتماعي، حيث تتصدر تكساس هذه الموجة بمشروع قانون يعد الأكثر صرامة حتى الآن. التشريع الجديد الذي ينتظر الموافقة النهائية قبل الثاني من يونيو، سيحظر تماماً إنشاء حسابات لمن هم دون الثامنة عشرة على المنصات الرقمية الكبرى.
الخطوة التشريعية في تكساس تفرض على عمالقة التكنولوجيا مثل فيسبوك وإنستقرام وتيك توك وسناب شات إجراءات تحقق صارمة من أعمار المستخدمين، مع منح الآباء صلاحيات غير مسبوقة لحذف حسابات أبنائهم قسراً. وتواجه الشركات المهلة القصيرة التي لا تتجاوز عشرة أيام للامتثال، مع تعرضها لغرامات مالية في حال التهاون.
هذه الإجراءات لا تقتصر على تكساس، فولاية فلوريدا سبقتها بحظر كامل على من هم دون الرابعة عشرة، بينما تدرس الحكومة الفيدرالية تشريعاً شاملاً على مستوى البلاد. التحركات المتزامنة تعكس تصاعد المخاوف من الآثار النفسية والاجتماعية لاستخدام المنصات الرقمية على الأجيال الشابة.
التحديات التقنية تلوح في الأفق أمام شركات التكنولوجيا، حيث يتطلب تطبيق أنظمة التحقق العمرية الدقيقة استثمارات ضخمة وتعديلات جوهرية في نماذج عملها التي تعتمد بالأساس على قاعدة مستخدمين واسعة تشمل فئة الشباب. المشهد التنظيمي المتشدد يضع صناعة التواصل الاجتماعي على أعتاب مرحلة تحول تاريخية تتراوح بين الحماية الاجتماعية والضغوط التجارية.
إرسال تعليق