أطلق أكثر من 400 فنان ومبدع بريطاني صرخة تحذير عاجلة للحكومة البريطانية، مطالبين بحماية أعمالهم الفنية من استغلال شركات التكنولوجيا عبر أدوات الذكاء الاصطناعي. جاءت الرسالة الموقعة من أسماء لامعة مثل دوا ليبا وإلتون جون وفلورنس ويلش وكولدبلاي، في وقت تشهد فيه الصناعات الإبداعية تحولات جذرية بفعل التطور التقني المتسارع.
يركز المطالبون على تعديل قانوني يفرض على شركات الذكاء الاصطناعي الكشف عن أي استخدام للأعمال الفنية المحمية بحقوق النشر عند تدريب أنظمتها. الفنانون يحذرون من أن عدم وجود ضوابط كافية سيؤدي إلى "تسليم إبداعاتهم مجاناً" لشركات التكنولوجيا، وهو ما وصفوه بـ"التخلي عن تراثنا الثقافي".
الجدل يأتي قبل تصويت حاسم في مجلس اللوردات البريطاني، حيث تدفع البارونة كيدرون بمشروع تعديل يهدف لفرض الشفافية على شركات الذكاء الاصطناعي. وتؤكد أن بريطانيا بموقفها الفريد يمكنها أن تصبح رائدة في تنظيم هذه التقنية مع حماية حقوق المبدعين.
لكن الأصوات ليست موحدة، فبعض الخبراء يحذرون من أن التشديد على حقوق النشر قد يدفع شركات التكنولوجيا للهجرة إلى دول أخرى، مما يفقد بريطانيا موقعها التنافسي في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي. جوليا ويليمن من مركز التقدم البريطاني ترى أن القيود المفرطة قد "تخنق الابتكار وتضر بالاقتصاد".
القضية أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الثقافية، حيث سبق أن أطلق فنانون مثل آني لينوكس ودامون ألبارن ألبوماً صامتاً احتجاجاً على سياسات الحكومة. الكاتب الحائز على نوبل كازو إيشيغورو حذر من انحياز القوانين لصالح "الشركات العملاقة" على حساب المبدعين.
الحكومة البريطانية تؤكد أنها تبحث حلولاً توازن بين دعم الابتكار التكنولوجي وحماية الحقوق الإبداعية، مع وعد بنشر تقييم اقتصادي شامل قبل اتخاذ أي قرارات نهائية. المعركة بين الإبداع البشري والذكاء الاصطناعي تبدو في أوجها، والنتائج قد تحدد مستقبل الصناعات الثقافية في العصر الرقمي.
إرسال تعليق