في تطور علمي غير مسبوق، نجح باحثون سويسريون في تطوير روبوت متقدم يحاكي سلوكيات الرضع خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم، مما يفتح آفاقاً جديدة في مجال رعاية الأطفال والأبحاث الطبية.
يعتمد الروبوت المسمى "بيبي بوت" على تقنيات متطورة تشمل فماً محسناً ولساناً آلياً ناعماً، مدعوماً بدوائر عصبية صناعية تمكنه من تقليد عمليات الرضاعة المعقدة مثل المص والبلع. جاء هذا الابتكار ثمرة تعاون بين المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا ومركز نستله للأبحاث في لوزان.
يتميز الروبوت بقدرته على محاكاة مراحل النمو المختلفة، بدءاً من السلوكيات غير الناضجة المشابهة للأطفال الخدج، وصولاً إلى التحكم الحسي الحركي الكامل. كما يمكنه تقليد مختلف طرق التغذية بما في ذلك الرضاعة بالزجاجة والملعقة، مع الاستجابة المناسبة لقوام الأطعمة سواء كانت سائلة أو شبه صلبة.
يعمل النظام من خلال مضخات هوائية متطورة تتحكم في حركات اللسان الآلي، بينما توفر المستشعرات الداخلية بيانات دقيقة تساعد على ضبط الأداء. ومن المميزات الفريدة للروبوت قدرته على محاكاة ردود الفعل الطبيعية مثل منعكس البلع، وكذلك السلوكيات غير الطبيعية التي قد تظهر أثناء الرضاعة.
يُعتبر هذا الابتكار نقلة نوعية في مجال الأبحاث الطبية، حيث يوفر بديلاً آمناً وأخلاقياً للتجارب على الرضع الحقيقيين. كما يقدم للباحثين نموذجاً معيارياً يمكن الاعتماد عليه في دراسة تطور المهارات الحسية الحركية الفموية في المراحل المبكرة من العمر.
يخطط الفريق البحثي لتطوير الروبوت مستقبلاً بإضافة وظائف جديدة مثل المضغ وإنتاج اللعاب الاصطناعي، إلى جانب دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين معالجة البيانات الحسية وضبط التحكم التلقائي.
يُعد "بيبي بوت" أول منصة بحثية في العالم قادرة على محاكاة عملية تغذية الرضع عبر مراحل متعددة بنظام تفاعلي ذكي، مما يجعله أداة لا تقدر بثمن للأطباء والباحثين في مجالات طب الأطفال والهندسة الطبية الحيوية.
إرسال تعليق